في 26 أكتوبر/تشرين الأول، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على موقعين خارج البوكمال شرقي سوريا، ردا على 10 هجمات منفصلة شنتها الميليشيات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية في سوريا، و13 في العراق المجاور، والتي أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 21 من أفراد الخدمة منذ ذلك الحين.
وجاءت هذه الهجمات بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي تسبب في سقوط 1400 ضحية واحتجاز أكثر من210 رهائن، بينما ارتفعت وتيرة الضربات الإسرائيلية في سوريا بشكل ملحوظ، بما في ذلك تسع غارات جوية على الأقل على سوريا وقصف مطاري حلب ودمشق مرارا، فضلا عن إطلاق النار غير المباشر على مواقع في جميع أنحاء جنوب غربي سوريا. فإذا أخذنا بعين الاعتبار الزيادة الكبيرة في الهجمات ضد الولايات المتحدة في سوريا والعراق وتنامي حشد القوات الإسرائيلية على طول حدود غزة لشن توغل متوقع، لحق لنا أن نخمّن أن ارتفاعا في مستوى القتال على طول الحدود الشمالية لإسرائيل قد غدت مرجحة أكثر فأكثر.
وبينما تدرس إسرائيل خياراتها أثناء العمل مع حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين لإخراج الرهائن المتبقين من غزة، يجب على واشنطن أن تستمر في كونها عنصر اتزان وحكمة في سوريا، فتقوم بتعزيز سبل الردع من خلال الضربات الدقيقة طوال الوقت مع الابتعاد عن سلم التصعيد الذي يؤدي إلى حريق إقليمي مدمر مع إيران، يمكن أن يشمل حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء.