ورغم أنها بدأت مسيرتها السياسية كمحافظة، فإنها ما لبثت أن بدلت فكرها فأصبحت من مؤيدي حق الإجهاض وزواج المثليين بعد انخراطها في أنشطة الحزب الديمقراطي في هاواي التي تعد من أشد الولايات الأميركية زرقة والتي حصلت فيها هيلاري كلينتون على 62 في المئة من الأصوات مقابل 30 في المئة لترمب في انتخابات 2016. وقد ذهل الكثير من الناخبين الديمقراطيين عندما نشر لقاء غابارد بترمب بعد أسبوعين من انتهاء الانتخابات.
وتنحدر غابارد من أسرة سياسية إذ إن والدها، مايك غابارد، عضو في مجلس شيوخ هاواي عن الحزب الجمهوري لكنه أيضا غيّر انتماءه ليصبح ديمقراطيا فيما بعد.
وبررت غابارد تخليها عن الحزب الديمقراطي بأنه أصبح تحت قيادة "عصابات من دعاة الحرب والظلم الاجتماعي"، وأكدت أنه لم يعد ذلك الحزب الذي انضمت إليه منذ أكثر من 20 عاما.
وكثيرا ما استدعت في خطاباتها السياسية خبرتها العسكرية ودفعت بأن الحروب الأميركية في الشرق الأوسط تسببت في زعزعة الاستقرار بالمنطقة وجعلت الولايات المتحدة أقل أمنا وكبدتها الكثير من الأرواح. وألقت باللائمة على الحزب الديمقراطي في التقاعس عن وقف هذه الحروب. وبعد انفصالها عن الديمقراطيين، بدأت غابارد في الظهور على قنوات "فوكس نيوز" وشاركت في الحملات الانتخابية لكثير من الجمهوريين البارزين.
تولسي غابارد تصل إلى تجمع انتخابي جمهوري، لترامب في مطار لانكستر في 3 نوفمبر 2024 في ليتيتز، بنسلفانياغابارد المرشحة لرئاسة جميع أجهزة الاستخبارات الـ16، ومن بينها المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الأمن القومي، أعلنت عن دعمها لترمب مطلع هذا العام مما زاد من شعبيتها بين الجمهوريين، لتنضم إلى روبرت كنيدي الذي تحدى بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قبل أن يقرر الترشح مستقلا ثم بعد ذلك يعلن تأييده لترمب.
ولعبت غابارد دورا رئيسا في تجهيز ترمب لمناظرته الوحيدة مع كامالا هاريس قبل أن تعلن في لقاء جماهيري له في نورث كارولينا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي انضمامها رسميا إلى الحزب الجمهوري.
وتختلف غابارد عن المرشحين السابقين لمنصب مدير أجهزة المخابرات في أنها لم تشغل أي منصب حكومي كبير في السابق وإن كانت قد عملت لمدة عامين كعضو بلجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب. هذا على النقيض من مديرةالمخابرات الحالية أفريل هينز التي تولت الكثير من المهام الأمنية والاستخباراتية، كان آخرها منصب نائب مدير المخابرات المركزية، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وتنتظر غابارد، في حال إقرار تعيينها من قبل مجلس الشيوخ، مهمة إعادة هيكلة أجهزة المخابرات كما توعد ترمب الذي طالما اتهمها بالضلوع في محاولات لتقويض ولايته الأولى وحملاته الانتخابية فيما بعد. وكثيرا ما وصف ترمب أجهزة المخابرات بأنها جزء من الدولة العميقة التي لم تدن يوما بالولاء له. وتعهد بتنظيف من وصفهم بالعناصر الفاسدة في أجهزة الأمن والاستخبارات المفخخة وهم كثر، حسب قوله. هذا رغم الدور الرئيس الذي لعبته هذه الأجهزة في إحباط محاولات روسيا والصين وإيران نشر ادعاءات زائفة ومضللة حول الانتخابات قبل بدء التصويت، فضلا عن تصديها للتهديدات السيبرانية ومكافحة الإرهاب والتجسس.
ويخشى كبار مسؤولي المخابرات من أن تحاول غابارد تغيير وتعديل التقارير الخاصة بروسيا ووقف تمويل التحقيقات التي قد لا تروق لتوجهات ترمب، بل إن بعضهم يفكر في الاستقالة إذا تولت رئاسة الأجهزة.
وتتفق غابارد مع ترمب في التشكيك الدائم في تحليلات أجهزة الاستخبارات، بل وتبنت في بعض الأحيان الدعاية الروسية ومنها إمكانية تسرب الجراثيم من المختبرات الأوكرانية تحت الضربات الجوية الروسية، في مسعى على ما يبدو للضغط في اتجاه وقف الحرب. ووصفها السيناتور الجمهوري آدن كينزنغر بـ"الخائنة"، فيما اعتبرها سيناتور ماساتشوستس، ميت رومني، "مجرد بغبغان يردد المزاعم الروسية".
وفيما لاقى ترشحها لخوض انتخابات الرئاسة تغطية إيجابية في المواقع الإعلامية الروسية، حذرت هيلاري كلينتون من أن الروس بصدد تجهيز عضو ديمقراطي للترشح للرئاسة ومساعدة ترمب على الفوز، في إشارة إلى غابارد التي اتهمت هيلاري بمحاولة تدميرها سياسيا.
ولا تتماهي غابادر تماما مع توجهات ترمب، حيث انتقدت قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وأيضا إصداره أمرا باغتيال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" بـ"الحرس الثوري" الإيراني حيث اعتبرته انتهاكا للدستور. ويرى البعض أن أشد سقطات غابارد هي دفاعها عن إدوارد سنودن، المتهم بكشف أسرار حساسة للدولة والذي منحته روسيا الجنسية، وجوليان آسانج، صاحب تسريبات "ويكيليكس"، فضلا عن مطالبتها بإسقاط التهم الموجهة إليهما وذلك في عريضة تبناها النائب السابق مات غايتس.