في خضم الحرب الاقتصادية الأميركية – الصينية، واحتدام الجدال القائم حول تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتواصل بإعادة وضع اليد على قناة بنما، فوجئ العالم بالإعلان عن صفقة ضخمة لشراء موانىء بنما، تقف وراءها شركة "بلاك روك" الأميركية، مما أثار العديد من ردود الفعل والتساؤلات عن التوقيت، وعن نفوذ الشركة وأعاد تسليط الأضواء على دورها الأميركي والدولي. فمن هي تلك الشركة التي ضجت الأسواق المالية وعالم الأعمال بأنباء صفقاتها، وقدرتها الهائلة على توجيه بوصلة الشراء والبيع، وتأثيرها المرعب في اقتصادات دول ومصير تكتلات لشركات عملاقة.
تعتبر "بلاك روك" (BlackRock) شركة حديثة نسبيا، مقارنة بعمالقة الشركات في العالم، لا يزيد عمرها عن 37 سنة. تأسست أواخر الثمانينات، عام 1988 تحديدا، واسمها مستوحى من "الصخرة السوداء"، كرمز للصلابة. يقع مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك، ويرأسها حاليا لاري فينك، وهو من مؤسسي الشركة.
تُصنّف "بلاك روك"التي تعمل في حقول إدارة الأصول والخدمات المالية، كأكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، وتبلغ قيمة الأصول التي تديرها (Assets Under Management) نحو 11,6 تريليون دولار أميركي، وفقا لـ"رويترز"، بناء على بيانات الفصل الرابع من عام 2024. وتتعامل الشركة بكل الأدوات المالية المتاحة، من الأسهم والسندات والعقارات وصناديق الاستثمار المتداولة، من خلال علامتها التجارية "آي. شيرز" (iShares). ويبلغ عدد موظفيها على مستوى العالم نحو 22 ألف موظف في أكثر من 30 دولة. وهي تتولى الاستثمارات وإدارة المعاشات التقاعدية وصناديق الثروة السيادية، للمؤسسات والشركات، والمستثمرين الأفراد، كما أنها معروفة كلاعب رئيس مهيمن في صناديق الاستثمار المتداولة (iShares ETFs).