يلجأ النحات العراقي علوان العلوان إلى الخيال، ليحوله بأسلوبه الخاص إلى واقع حي، وهو يحرص عبر تفاصيل كل منحوتة على تجسيد أفكاره ورؤيته الخاصة التي يعبر فيها عن القضايا الإنسانية التي تشغله، ويعكس في أحيان أخرى الزمن بمفهومه الخاص، ليصبح بالتالي البرونز الذي يستخدمه مادة سهلة يتحكم فيها باحترافية واستنادا إلى خبرة تشكلت عبر عقود منذ دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد في بداية تسعينات القرن الماضي، أصبح خلالها في رصيده أكثر من مائة مشاركة فنية محلية وعربية ودولية إلى جانب ستة معارض فردية في بغداد وعمان وبيروت، وهو ما توج بفوزه بجوائز عدة من بينها "جائزة اسماعيل فتاح".
مرت مسيرته بمنعطفات انعكست على فنه، كما يؤكد في حديثه الى "المجلة".
- لماذا اخترت مسار النحت من بين المسارات التشكيلية الأخرى؟
لم يكن ذلك خيارا بقدر ما كان استجابة لنداء روحي وجدت فيه الكتلة الصامتة مجالا للبوح على نحو يلبي انفعالاتي، حيث عثرت في الفراغ على إمكان الحوار. فالنحت يرتكز على مراحل تقنية وفنية لتحويل الفكرة إلى حضور مادي يهدف إلى خطاب جمالي. ولأن الجسد العراقي مثقل بالتاريخ والرمز من خلال تراثنا وحضارتنا، فإن النحت هو الوسيلة المثلى لتجسيد هذه الذاكرة العميقة.