تسببت الأيام المئة الأولى لدونالد ترمب منذ بدء ولايته الثانية رئيسا للولايات المتحدة في ما يمكن اعتباره أكبر تحدٍّ للعلاقة عبر الأطلسي بين واشنطن وأوروبا منذ انهيار الستار الحديدي.
بالطبع، عرفت العلاقات الأميركية-الأوروبية في مناسبات سابقة توترات شديدة، مثل أزمة السويس عام 1956، وقبيل الغزو الأميركي للعراق عام 2003، الذي قوبل بمعارضة شديدة من ألمانيا وفرنسا.وأدت الانتقادات الحادة التي وجّهها الرئيس الفرنسي جاك شيراك آنذاك للحرب إلى أن يصف بعض أنصار إدارة بوش المتحمسين الحلفاء الفرنسيين السابقين بـ"قرود الاستسلام آكلة الجبن"، وهي إهانة لا تليق بأحد أقدم الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة.
ومع ذلك، مقارنة بما أحدثه ترمب خلال الأيام المئة الأولى من ولايته الحالية ضمن التحالف عبر الأطلسي، تبدو تلك الخلافات السابقة محدودة نسبيا، إذ كانت غالبا ما تنتهي سريعا بالمصالحة.
أما الآن، فقد أدى الهجوم غير المسبوق الذي شنه ترمب على بعض الركائز الأساسية لهذا التحالف العريق، الذي تأسس خلال أحلك أيام الحرب العالمية الثانية، إلى دفع الكثير من القادة الأوروبيين للتساؤل عما إذا كانت التغييرات التي فرضها أسلوب ترمب التصادمي ستعني تغييرا في العلاقات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
من حلف شمال الأطلسي إلى الرسوم الجمركية، ومن أوكرانيا إلى غزة، تبنّى ترمب نهجا فريدا في معالجة القضايا العالمية انطلاقا من مبدأ "أميركا أولا"، ما دفعه هو وإدارته إلى اتخاذ مواقف وسياسات تتعارض في كثير من الأحيان مع مواقف نظرائهم الأوروبيين.