علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحرب التجارية العالمية التي أطلقها مطلع الشهر الجاري، ومنح كل الدول تقريبا مهلة 90 يوما في شأن التعريفات الجمركية الأميركية المرتفعة. لكن دولة واحدة استُثنيت من ذلك هي الصين، بسبب "عدم الاحترام الذي أبدته الصين لأسواق العالم"، كما قال. في حين خفض معدل التعريفة على كل الدول الأخرى إلى 10 في المئة. فإن معدل تعريفاته على معظم الواردات الصينية يبلغ في الواقع 145 في المئة نظرا إلى وجود رسوم قائمة بالفعل مقدارها 20 في المئة.
بقدر ما كان القرار الذي اتخذه ترمب غريبا، ليس من المفاجئ أن تنحصر المواجهة التجارية لواشنطن الآن، موقتا على الأقل، لتصبح حربا تجارية بين الولايات المتحدة والصين. فطالما رأى ترمب ومستشاروه أن الصين هي المذنبة الرئيسة في نظام تجاري عالمي غير عادل، لأنها تغرق الولايات المتحدة بسلع مدعومة. وأثار الرئيس الصيني شي جين بينغ غضب ترمب بوصفه الزعيم الوحيد الذي تجرأ على الرد بفرض تعريفات انتقامية ردا على إعلان ترمب التعريفات الجمركية يوم الأربعاء الماضي.
لن يكون التراجع سهلا على مغرورين
سيكون التراجع عن الحرب التجارية أمرا صعبا على دولتين يقودهما زعيمان يتمتعان بقدر كبير من الغرور وسلطة غير مقيدة إلى حد كبير. ومع احتدام المعركة التجارية كل يوم، تحاول كل من الحكومتين تصوير نفسها بأنها صاحبة اليد العليا.