بعد شهور من المفاوضات والوساطات الدولية، عقدت الأحزاب الكردية السورية مؤتمرا عاما في مدينة القامشلي، حددوا فيه ملامح ما يعتبرونه "حل القضية الكردية"، تضمنت مطالب سياسية/جغرافية، وأخرى ثقافية ودستورية وحقوقية واقتصادية، مُشيدة على لامركزية إدارية ومناطقية وسياسية. كما أعلنوا تشكيل وفد للتفاوض مع حكومة دمشق، التي ردت برفض تلك المطالب، وحذرت من مغبة تأثيره على الاتفاقات السابقة بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، ما قد يعكس المسار "التوافقي" الذي كان جاريا طوال الأسابيع الماضية، ويهدد بإمكانية التصعيد، وإمكانية حدوث تدخلات إقليمية، تحديدا من جانب تركيا.
الأكراد جبهة موحدة
طوال سنوات كثيرة ماضية، كانت القوى السياسية الكردية/السورية متشظية إلى عدة تيارات، مختلفة سياسيا ومتناقضة أيديولوجياً ومتزاحمة تنظيميا فيما بينها، لها روابط وعلاقات إقليمية/كردية متصارعة. لكن تيارين رئيسين كانا يغالبان الفضاء السياسي الكردي/السوري: أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري، التي تشكلت في ربيع عام 2012 كتحالف بين الأحزاب الكردية السورية "التقليدية"، المقربة أيديولوجياً من "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وللزعيم السياسي الكردي العراقي مسعود بارزاني مكانة خاصة في أوساطهم. وقبالتهم أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، المتمركزة حول "حزب الاتحاد الديمقراطي"، المقرب أيديولوجياً من "حزب العمال الكردستاني"، سياسيا وثقافيا ورمزيا.