هل مسألة السلاح الفلسطيني في لبنان هي مسألة فلسطينية أكثر منها لبنانية أم العكس؟ أم إنها مسألة فلسطينية-لبنانية؟
في الواقع مجريات زيارة الرئيس محمود عباس إلى بيروت الأسبوع الماضي، تحت عنوان "الالتزام بحصر السلاح بيد الدولة"، لم تقدم إجابات على مثل هذه الأسئلة بل زادتها التباسا، لأنها أعادت إنتاج أو تظهير حجم التعقيدات الفلسطينية واللبنانية المتصلة بهذه المسألة.
الخلاصة الأولية لما انتهت إليه هذه الزيارة لا لناحية مقرراتها وأبرزها تشكيل لجنة لبنانية–فلسطينية لمتابعة هذه المسألة، بل لناحية المواقف التي رافقتها وبالأخص من قبل "حماس" والسلطات اللبنانية، الخلاصة أن "حماس" تحاول أخذ الملف إلى الحيز الفلسطيني من خلال اشتراط الحوار مع الفصائل الفلسطينية لنزع السلاح الفلسطيني في لبنان، بينما السلطات اللبنانية وبالأخص رئاسة الجمهورية تحاول تقديم السياق اللبناني من خلال ربط مسألة السلاح الفلسطيني بقرارها حصر السلاح بيد الدولة والذي كان رئيس الجمهورية جوزيف عون قد أعلنه في خطاب القسم، كما أن رئيس الحكومة نواف سلام لا يفتأ منذ لحظة تكليفه تشكيل الحكومة يكرر هذا العنوان.
ما يزيد الأمور تعقيدا أن شرط "حماس" هذا ليس الشرط الوحيد في معرض استعدادها لمناقشة مسألة سلاحها، بل يبدو أنها تحاول إغراق هذا الملف بمجموعة من الشروط أبرزها ربط نزع السلاح بتأمين الحقوق المدنية لفلسطينيي المخيمات في لبنان.
وفي المقابل من غير الواضح ما إذا كانت السلطات اللبنانية التي تحمل بين يديها كرة نار اسمها سلاح "حزب الله"- الذي اشترط اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل الموقع في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "تسليمه" إلى الدولة اللبنانية إضافة إلى سائر السلاح "غير الشرعي"- تفتح ملف السلاح الفلسطيني كجزء أو فرع من ملف سلاح "حزب الله"، أو كملف مستقل، يبدو للوهلة الأولى أقل تعقيدا وأكثر قابلية للتحشيد السياسي والإعلامي والشعبي حوله بالنظر إلى الحساسية اللبنانية الفلسطينية المستمرة منذ سبعينات القرن الماضي.