بيروت- يبدو أنّها بداية النهاية لملفات لطالما كان التطرق إليها في السنوات الماضية "محظورا"، وذلك تفاديا لإشعال نيران الفتن وتأجيج الصراعات الطائفية بين المقيمين على الأراضي اللبنانية من مواطنين ولاجئين. وأبرز تلك الملفات وأهمها هو ملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية، وهذا ما تعهّد به رئيس الجمهورية جوزيف عون في خطاب القسم وعاد وكرّر هذا التعهد أكثر من مرة وكذلك رئيس الحكومة نواف سلام في البيان الوزاري.
وملف نزع سلاح الميليشيات لا ينحصر في "حزب الله" فقط، بل أيضا على الميليشيات غير اللبنانية وتحديدا الفلسطينية التي تمتلك أسلحة متنوعة داخل المخيمات ولطالما استخدمته في اشتباكات دموية كأحداث نهر البارد عام 2007 بين مجموعة "فتح الإسلام"، وهو تنظيم إسلامي متطرف، والجيش اللبناني، وأيضا في جولات من القتال في مخيم "عين الحلوة" الذي يقع في مدينة صيدا جنوب لبنان، خدمة لأجندات إقليمية، تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار لبنان.
القرار حاسم والجميع سينفذ
منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، يمارس المجتمع الدولي ضغوطا جدية على لبنان لتنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559 ومن أبرز بنودهما حصر السلاح بيد الشرعية، فهل سينجح لبنان هذه المرة في بسط سلطة الدولة على جميع أراضيها خصوصا أنّها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها لبنان إيجاد أرضية لنزع سلاح المخيمات؟
في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت "لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني" إنهاء ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، بشكل نهائي بعد تسلم الجيش اللبناني لمراكز عسكرية تابعة لفصائل فلسطينية، عقب سقوط النظام السوري، الذي كان داعما لهذه الفصائل. ونجحت الدولة في طي هذا الملف بالتراضي، رغم محاولات سابقة ومتكررة لنزع هذا السلاح وأبرزها كان بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 أبريل/نيسان 2005. حينها انعقدت أولى جلسات "الحوار الوطني" في 2 مارس 2006، وبعد جلسات متتالية قرر المجتمعون في 14 مارس 2006 معالجة قضية السلاح داخل المخيمات والعمل على حصرها بيد منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وذلك كبند تطبيقي للقرار الدولي رقم (1559) الصادر عام 2004، والداعي إلى حل جميع الميليشيات غير اللبنانية ونزع سلاحها، إلا أن عراقيل عدّة حالت دون تنفيذ هذا القرار أبرزها، بحسب مراقبين، رغبة "حزب الله" وحلفائه في عدم خسارة ورقة "المخيمات" التي كانت تستخدم وفقا لمصالحهم لتمرير رسائل سياسية وممارسة الضغوط الأمنية على خصومهم.