تعذيب السجناء من "أبو غريب" إلى "سدي تيمان"... "تفاح فاسد" أم سياسات ممنهجة؟

ممارسات تفضحها التسريبات ولا تعترف بها الحكومات

(AFP)
(AFP)
جندي أميركي يحرس معتقلين عراقيين بانتظار الإفراج عنهم من سجن أبو غريب، 26 سبتمبر 2005.

تعذيب السجناء من "أبو غريب" إلى "سدي تيمان"... "تفاح فاسد" أم سياسات ممنهجة؟

أصبح سجن "أبو غريب" في العراق موضع اهتمام الرأي العام العالمي ابتداء من 28 أبريل/ نيسان 2004، بعد عام من الغزو الأميركي للعراق، وذلك عندما بثت شبكة "سي بي إس" الأميركية أولى الصور التي تُظهر جنودا أميركيين يسيئون معاملة معتقلين تحت حراستهم.

أظهرت الصور سجينا (عرف لاحقا بأنه علي شلال القيسي) مغطى الرأس يقف فوق صندوق وموصولا بأسلاك كهربائية، ومعتقلين عراة مكدسين بعضهم فوق بعض، يُجرون بواسطة طوق أو يُجبرون على محاكاة أفعال جنسية، بينما يظهر الجنود وهم يبتسمون ويلتقطون صورا إلى جانبهم رافعين علامة النصر.

تشبه فضيحة سجن "أبو غريب" فضيحة سجن "سدي تيمان" الإسرائيلي، ولكن ما سرب من هذا الأخير لم يكن صورا فوتوغرافية فحسب، بل مقطع فيديو أخذ من كاميرا مراقبة. ففي 7 أغسطس/ آب 2024 ضجت منصات التواصل الاجتماعي بمقطع نشرته القناة 12 الإسرائيلية لمشهد يوثق اعتداء جنود إسرائيليين على أسير فلسطيني في معسكر "سدي تيمان" في صحراء النقب. وقالت القناة الإسرائيلية إن الأسير تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي من قبل الجنود الذين حاولوا إخفاء وجوههم لعلمهم بوجود كاميرات مراقبة، فيما بثت "سي إن إن"، المقطع المسرب والذي يُظهر جنودا إسرائيليين يعتدون جنسيا على معتقل.

دائرة الفضيحة

في أعقاب فضيحة سجن "أبو غريب"، صرح الرئيس الأميركي جورج بوش لقناة "العربية" قائلا: "يجب على الناس في العراق أن يفهموا أنني أرى تلك الممارسات بغيضة." وأضاف: "يجب أن يفهموا أيضا أن ما حدث في ذلك السجن لا يُمثل أميركا التي أعرفها". من خلال هذا التوضيح الذي أدلى به الرئيس الأميركي، كان يسعى لإخراج دائرته من هذه الفضيحة، بكونها لا تمثل القيم الأميركية. يشرح الباحث بول جون في دراسة نشرت في دورية "جورنال الثقافة الدينية والشعبية" (2001) أن مسؤولي إدارة بوش استخدموا أدوات فنية وتواصلية مختلفة لإقناع الجمهور بالتركيز على الصور – اللافتات الفاقعة للفضيحة – وليس على الفضيحة ذاتها. بمعنى آخر، أُعيد توظيف صور "أبو غريب" من قبل المسؤولين الحكوميين لتصوير الانتهاكات على أنها أفعال ارتكبها عدد من "التفاح الفاسد" – أي أفراد تصرفوا على نحو مستقل دون موافقة الحكومة، أو دون أن تعكس تصرفاتهم سياسة حكومية ممنهجة، علما أن أولئك المسؤولين أنفسهم أعربوا، سواء في ما يتعلق بسجن "غوانتانامو" أو "أبو غريب" أن من يساقون إلى السجن هناك لا تنطبق عليهم المعاهدات الدولية المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب.

أُعيد توظيف صور "أبو غريب" من قبل المسؤولين الحكوميين لتصوير الانتهاكات على أنها أفعال ارتكبها عدد من "التفاح الفاسد" – أي أفراد تصرفوا على نحو مستقل دون موافقة الحكومة


أما فيما يتعلق بفضيحة سجن "سدي تيمان"، فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال تسعة جنود للتحقيق في الحادثة، وهو ما يجسد معنى "التفاح الفاسد" كما في حالة الجنود الأميركيين، أي أن هذه الممارسات فردية، مارسها جنود خارج المنطق الذي تعمل به الحكومة الإسرائيلية وتؤمن به إسرائيل، لكن، ما ذهب إليه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أبعد من ذلك،  إذ دعا إلى إجراء تحقيق جنائي فوري لمعرفة مصدر التسريب، فكان من المهم بالنسبة لوزير المالية معرفة مصدر التسريب ومحاكمته وليس اعتقال الجنود والتحقيق معهم، وهو ما ينم عن "انتقال" الادعاء بكون هذه الممارسات فردية قام بها "التفاح الفاسد" إلى كونها سياسة، فكما يطرح بول جون بأنه وعلى الرغم من هذا التأطير المتعمد للصور باعتبارها نتاج "تفاح فاسد"، إلا أنه في بعض الحالات، قال الجنود إنهم تلقوا "أفكارا" من القيادة أدت إلى ارتكاب الانتهاكات، وأُبلغوا أن مثل هذه الأساليب ضرورية لـ"تليين" السجناء قبل استجوابهم.

(AFP)
سجن عوفر، أحد السجون العسكرية الإسرائيلية الرئيسية لاحتجاز الفلسطينيين.

"قبل استجوابهم"، تعني قبل خضوعهم للتحقيق داخل غرفة "الصندوق الأسود"، فكل ما شاهدناه من صور وفيديو لم يظهر يوما من داخل غرفة التحقيق، وإنما ظهر في مساحات أخرى في داخل السجن، وظهر على أنه فضيحة تمثل من قاموا بفعلها، ولا علاقة للبنية الإدارية وهيكيلة الحكومة بها. ولكن هذه الممارسات لم تكن تحدث خارج السجن، وإنما في داخله. تلك المساحات التي وقعت بها عمليات انتهاك أجساد المعتقلين في "أبو غريب"، وتسربت منها الصور، كانت تحدث في كثير من الأحيان في ما يسمى "الريسبشن" (الاستقبال)، وقد وصفها المعتقل علي القيسي بـ"حفلة الاستقبال"، وفي فيلم الوثائقي بعنوان "ندوب أبو غريب"، وهي شهادة حية للقيسي  يتحدث عن مساحة (الاستقبال)، والتي كان يجمع بها المعتلقون ويسجلون ويعطون رقما، ويصف ماذا حدث معه في الأيام الخمسة التي بقي فيها في "حفلة الاستقبال" بالقول: "كنت خلالها عاريا تماما، قضيت منها أربعة أيام على باب الزنزانة مقيدا بوضع غير مريح، وخلال هذه الأيام الأربعة، مورست ضدي شتى وأقسى وأقذر أنواع التعذيب، منها التعذيب بالموسيقى، وفي كل جلسة كانت تجلس فتاة، وتقوم بحركات فاضحة، وملابسها فاضحة، وأحيانا تصر على تفتيش المعتقل في أماكن حساسة أثناء جلسة التحقيق، وكذلك إلقاء القاذروات والتبول على المعتقل".

(AFP)
صورة من قناة SBS الأسترالية تُظهر معتقلا عراقيا مهددًا بكلب من قبل جندي أميركي في أبو غريب، 2004.

خارج غرف التحقيق

أفعال التعذيب هذه التي تخرج عن النمط التقليدي للاستجواب للحصول على المعلومات، حيث يجلس المحقق مقابل المستجوب في غرفة التحقيق، فيما يسميه عالم الاجتماع البلجيكي أرمان باتلار في كتابه "المراقبة الشاملة" (2010) بـ "الاستخبارات العسكرية"، من خلال التركيز على الاستجواب، عبر عدم الإفصاح عن المعلومات (المحقق)، والحصول على أكبر قدر من منها (من السجين). إلا أن الجنود في الحالتين الأميركية والإسرائيلية أعادوا تشكيل هذه الممارسات التعذيبية خارج غرفة التحقيق، بالأخص في داخل حيز تنتشر وتوجد به إدارة السجن وبه أنظمة مراقبة، وبجانب غرفة التحقيق، وذلك باتجاه ما أطلق عليه عملية "تليين" السجناء قبل استجوابهم. بالتالي، لا تضحي مثل هذه الأفعال ممارسات ناتجة عن "تفاح فاسد"، بقدر ما يتفق بعضها مع بعض لـ"تليين" السجناء قبل استجوابهم.

لا تضحي مثل هذه الأفعال ممارسات ناتجة عن "تفاح فاسد"، بقدر ما يتفق بعضها مع بعض لـ"تليين" السجناء قبل استجوابهم


 ولكن، كيف تمارس تقنيات التعذيب لـ"تليين" السجناء؟

في مقالتها "التعذيب والإساءة الجنسية في سجن أبو غريب: تحليلات نفسية نسوية" (مجلة النسوية وعلم النفس، 2008) تنقل المؤلفة والدكتورة في علم النفس في جامعة كاليفورنيا إيلين زوربريغن عن كلمات لضياء الشويري، أحد السجناء في أبو غريب قوله: "كانوا يحاولون إذلالنا وكسر كبريائنا. نحن رجال. لا بأس إذا ضربوني. فالضرب لا يؤلمنا، إنها مجرد لكمة. لكن لا أحد يرغب في أن تُحطم رجولته. كانوا يريدوننا أن نشعر كما تشعر النساء". تشرح زوربريغن بأن طبيعية الإذلال في هذه الأفعال، هو محاكاة تستمد فعاليتها من التأنيث القسري السجناء.

(AFP)
صورة جوية لموقع جديد في سجن أبو غريب يُدعى "كامب ريدمبشن" بعد فضيحة التعذيب، 26 مايو 2004. صورة جوية لموقع جديد في سجن أبو غريب يُدعى "كامب ريدمبشن" بعد فضيحة التعذيب، 26 مايو 2004. (AFP)

تأنيث السجناء

هنا، التأنيث القسري للسجناء، لا يتعلق بإجراء تحويل في هويتهم الجنسية، بل في تحويل جسد السجين رمزا لـ "الأنوثة" بمنطقها الإخضاعي، ومع ارتباط "الرجولة" في المجتمعات العربية بالهيبة والقوة، لا يتم إشعار السجين بأنه "امرأة" فقط عبر الإخضاع فحسب، بل أيضا عبر ممارسات عنيفة مثل الاغتصاب المتكرر وإدخال عصا في فتحة الشرج، وبالتالي، يذهب هذا باتجاهين، اتجاه يتحدث عنه ضياء الشويري، بتحويل السجين إلى "امرأة" واتجاه يتعلق باختراق الجسد الذي يحمل المعنى التعذيبي المميت كما حدث مع الطبيب الفلسطيني عدنان البرش، فقد كشفت "سكاي نيوز" البريطانية معلومات حول وفاة البرش في معسكر عوفر، من خلال شهادة المحامية الحقوقية ناديا دكا والتي حصلت على إفادة من سجين قال إنه شاهد اللحظات التي سبقت وفاة الطبيب، وكان من الواضح أنه تعرض للاعتداء مع وجود إصابات على جسده، كان نصفه السفلي عاريا، وقد ألقى به حراس السجن وسط الساحة وتركوه هناك، ليأخذه سجين الى الغرفة، ثم يعلو الصراخ من السجناء بمقتل البرش.

 (AFP)
الجنود الإسرائيليون ينقلون معتقلين فلسطينيين معصوبي الأعين خلال مداهمة في دورا قرب الخليل، 31 أكتوبر 2024.

بالإضافة إلى ذلك، أوردت تقارير صحافية، بعد الكشف عن المقطع المصور الآنف الذكر، أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة لم يذكر اسمه، ونقل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، مما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق. بدوره، قال موقع Ynet إن "في أيدي محققي الشرطة العسكرية بعض الأدلة التي تعزز الشكوك في أن مدربي السجون في خدمة الاحتياط ارتكبوا عملا من أعمال اللواط ضد الأسير الذي كان محتجزا"، وبين الموقع  أن "تقريرا طبيا يشير إلى أن الأسير دخل المستشفى نتيجة إصابته بجروح خطيرة في الأرداف، وعانى من نزيف حاد بسبب الإصابة الخطيرة في فتحة شرجه التي يزعم أنها حدثت باستخدام أداة ما".

وتشرح زوربريغن أن العديد من التحليلات ركزت على الأبعاد الدينية للتعذيب الجنسي. فالمثلية الجنسية غير مقبولة في معظم تفسيرات الشريعة الإسلامية، كما أن الخصوصية والاحتشام يُعدان من القيم المهمة لكل من الرجال والنساء، فلا الرجال ولا النساء يتعرون أمام الآخرين. وقد أشار الباحث في دراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون الأميركية برنارد هيكل، إلى مستوى الإذلال الشديد الذي قد يشعر به المسلمون في المواقف التي وثقتها صور أبو غريب، قائلا: "وضعهم بعضهم فوق بعض وإجبارهم على الاستمناء، والتعري، كل ذلك من أشكال التعذيب القائم على المثلية. فيما تطرح زوربريغن أن العديد من ممارسات التعذيب وتقنيات الاستجواب التي استُخدمت في "أبو غريب" قد تكون صُممت تحديدا مع أخذ المعتقدات والمحرمات الدينية للسجناء المسلمين في الاعتبار، انطلاقا من أن الإذلال الجنسي سيكون فعالا بشكل خاص في "تحطيم" السجناء المسلمين، إذ يُعد الإذلال الجنسي المرتبط بالمثلية أكثر خزيا، وبالتالي – من وجهة نظر الاستخبارات العسكرية الأميركية – أكثر فاعلية.

مع ارتباط "الرجولة" في المجتمعات العربية بالهيبة والقوة، لا يتم إشعار السجين بأنه "امرأة" فقط عبر الإخضاع فحسب، بل أيضا عبر ممارسات عنيفة مثل الاغتصاب المتكرر


وهنا، أكثر فعالية تكون في الوصول إلى نتيجة "مفيدة" داخل غرفة التحقيق، فما يحدث خارج غرفة التحقيق يدعم نجاح عملية استجواب المعتقل، لذلك فإن الممارسات التي ارتبطت بالجسد، بتعريته واغتصابه والتهديد بذلك، كانت سمة بارزة في الاعتقال، وقد أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، السيدة براميلا باتن عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة- بما في ذلك مكتب حقوق الإنسان- والتي تصف تدهورا حادا في ظروف احتجاز الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين في إسرائيل، منذ هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر وتصعيد الأعمال العدائية في غزة، ويشمل ذلك "الإهانات الجنسية على نطاق واسع والتهديدات بالاغتصاب والاغتصاب الجماعي، وعمليات التجريد من الملابس، المهينة والمتكررة، بغرض التفتيش، والتعري القسري لفترات طويلة، والضرب والصعق الكهربائي للأعضاء التناسلية وفتحة الشرج، وإدخال أجسام في فتحات شرج المعتقلين، واللمس غير اللائق للنساء بواسطة الجنود والجنديات، وتصوير المعتقلين عراة أو عراة جزئيا في أوضاع مهينة. (الأمم المتحدة، "قلق أممي إزاء تقارير الاغتصاب والعنف الجنسي ضد المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل"، 2024)، وهذا هو ما حدث في سجن سابقا في "أبو غريب"، إذ ذكر تقرير بعنوان  "العراق عقد من الانتهاكات" (منظمة العفو الدولية، 2013) بأن الأنباء الأولى ظهرت بشأن إساءة معاملة المعتقلين من قبل قوات الولايات المتحدة والقوات الأجنبية الأخرى في الأيام الأولى التي تلت بداية الاحتلال. وبحلول يوليو/تموز 2003، كانت منظمة العفو الدولية وثقت عددا من حالات التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة التي تعرض لها المعتقلون على يد قوات الائتلاف في العراق.

(AFP)
الجيش الإسرائيلي ينقل معتقلين فلسطينيين من غزة، 21 نوفمبر 2023.

  وفي يناير/كانون الثاني 2005، استمعت محكمة عسكرية أميركية في تكساس إلى شهادة مسجلة على شريط فيديو لمعتقل سابق في "أبو غريب"، وهو حسني مطر، الذي كانت عذبته القوت الأميركية في السجن في نوفمبر/تشرين الثاني 2003. وقد عرف نفسه على أنه أحد السجناء الذين كانوا محتجزين عندما عرووا وأُرغموا على التكوم بعضهم فوق بعض، والذين ظهروا في صورة التقطها أحد الحراس الأميركيين. وأضاف أن الحراس أرغموه على الاستمناء فوق أجساد زملائه، مما خلق لديه إحساسا بالعار والذل. وقال: "في البداية، لم أستطع أن أتخيل أن ذلك يمكن أن يحدث. ولكنني تمنيت أن أموت، أن أُقتل نفسي، لأنه لم يكن بوسع أحد هناك أن يوقف ما كان يحدث".

ما حدث وقع في داخل منظومة السجن، وتحت أعين الكاميرات وإدارة السجن، ولم تتعامل معه الحكومتان الأميركية والإسرائيلية إلا حين تحول إلى فضيحة عبر تسريبات


هذا النوع من التعذيب الذي يستند منطقه إلى محاكاة المثلية، يمس معتقدات السجين الدينية والمجتمعية، فيما سعى المسؤولون الحكوميون والأمنيون إلى ترويج أن من قاموا بهذه الأفعال هم نتاج "التفاح الفاسد"، ولكن ما حدث وقع في داخل منظومة السجن، وتحت أعين الكاميرات وإدارة السجن، ولم تتعامل معه الحكومتان الأميركية والإسرائيلية إلا حين تحول إلى فضيحة عبر تسريبات، وقد بات من المعروف أنه بعد اعتقال إسرائيل مجموعة من جنود الاحتياط المتهمين بواقعة اغتصاب سجين فلسطيني، قام عشرات المتظاهرين اليمينيين المتطرفين، بينهم جنود ملثمون، باقتحام قاعدة "سدي تمين" احتجاجا على اعتقالهم، بما يعكس المنطق الشائع داخل المؤسسة العسكرية، بأن مثل هذه الممارسات مقبولة، إن لم تكن مطلوبة، إن لم يكن للحصول على معلومات من المساجين، ففقط لغرض إذلالهم وتحطيم معنوياتهم، وجزءا من ممارسات العقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين داخل السجون وخارجها.

font change