أكدت خيارات المستثمرين الدوليين في عام 2024 الذي الذي اتسم بإعادة ترتيب الاقتصادات، وتصحيح الاستراتيجيات الاستثمارية، أن المستقبل يكمن في التكنولوجيا النظيفة، والاتصالات، وأشباه الموصلات.
فقد تحول الاستثمار الأجنبي المباشر نحو عدد من القطاعات المؤثرة، مما عكس رهانا عالميا على سرعة التكنولوجيا الرقمية والتخلص من الكربون. ووفقا لتقرير الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2025، تصدرت الطاقة المتجددة مرة أخرى خطط الاستثمار، حيث جذبت نحو 270,1 مليار دولار أميركي للعام السادس على التوالي كوجهة رئيسة للاستثمار الأجنبي المباشر، حتى مع تراجع زخم المشاريع الضخمة.
وشهدت البنية التحتية للاتصالات طفرة استثمارية، حيث ارتفع الاستثمار في هذا القطاع بنسبة 83,6 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 165,7 مليار دولار، ويطلق سباقا عالميا لتوسيع مراكز البيانات وسعة الحوسبة السحابية.
كذلك، شهدت صناعة أشباه الموصلات عاما حافلا. إذ بلغت تدفقات رأس المال 120,3 مليار دولار، وهو ثاني أفضل أداء لها على الإطلاق، مدفوعة بخطط جريئة وحيوية من شركات تصنيع الرقائق الآسيوية الرائدة.
أما القطاعات التقليدية، مثل قطاعي العقارات والوقود الأحفوري، فقد حافظت على مكانتها وجاذبيتها على الرغم من صعود الطاقة الخضراء. واجتذب القطاعان 92,2 مليار دولار و89,1 مليار دولار على التوالي، تليهما المعادن بـ 72 مليارا.
ومن المفارقات أن قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات احتل المرتبة الأولى من حيث عدد المشاريع (2,790)، إلا أنه استقطب استثمارات متواضعة نسبيا بلغت 47,5 مليار دولار، ليعكس تباينا وانفصالا بين الطموح الرقمي والثقل المالي.
واحتلت شركات تصنيع معدات السيارات مكانة في قائمة القطاعات العشرة الأوائل حيث جذبت استثمارات بنحو 38,7 مليار دولار، مدفوعة بالابتكار في مجالات تقنية شتى نجحت في إعادة تشكيل المشهد الصناعي.