في خطابه الافتتاحي في يناير/كانون الثاني الماضي، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون على ضرورة أن تستعيد الدولة اللبنانية احتكار استخدام القوة. وحظي حفل أداء قَسَمه الرسمي بتصفيق حار من النواب اللبنانيين، وثناء عظيم من أصدقاء لبنان الدوليين. وفي أبريل/نيسان الماضي، أعاد عون تأكيد هذا العهد حين أوضح أن القرار في هذا الشأن "قد اتُّخذ". ومع ذلك سيكون علينا الانتظار في لبنان لمعرفة متى سيتحقق هذا الهدف وكيف؟ كذلك في 31 يوليو/تموز الماضي تحدث عن "سحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها (حزب الله)، وتسليمه إلى الجيش اللبناني".
لن تسارع الدول الراغبة في دعم لبنان- الولايات المتحدة، فرنسا، والدول الخليجية بقيادة السعودية– إلى إنعاش الاقتصاد اللبناني المثقل بالديون أو إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة بشدة في الجنوب، ما لم يقدّم عون ورئيس الوزراء نواف سلام خطة ملموسة لمعالجة مسألة سلاح "حزب الله". وتفضّل واشنطن أن ترى التزاما علنيا من الحكومة اللبنانية، لن ترسل من دونه مبعوثها الخاص توماس باراك إلى بيروت للتشاور مع المسؤولين، ولن تمارس ضغطا على إسرائيل لوقف غاراتها الجوية أو لسحب قواتها من التلال الخمس التي احتلتها في جنوب لبنان.
ورغم الاعتقاد بأن إسرائيل قد دمرت معظم ترسانة "حزب الله"، فإن التقارير تفيد بأن الجماعة المدعومة من إيران ما زالت تملك أسلحة من بينها طائرات مسيّرة مسلحة وصواريخ دقيقة التوجيه بعيدة المدى مخزنة في مناطق شمال نهر الليطاني، وفي سهل البقاع، والضواحي الجنوبية لبيروت، وربما سعت الجماعة إلى إعادة التسلح أيضا.
ما تبقى من ترسانة "حزب الله" سيظل بين أيدي "الحزب"، كما أعلن نعيم قاسم، زعيم التنظيم الذي خلف حسن نصرالله بعد مقتله على يد إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2024. وقال قاسم في رسالة مصورة بتاريخ 18 يوليو/تموز: "لن نستسلم أو نتخلى عن أسلحتنا لإسرائيل، لن تأخذ إسرائيل أسلحتنا منا".