في أعقاب الحرب التي دامت اثني عشر يوما بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، كتب مايكل نايتس– أحد أبرز المحللين المتخصصين في الشأن العراقي في واشنطن– في العاشر من يوليو/تموز أن "هذه اللحظة تحمل فرصة كبيرة لتوسيع النفوذ الأميركي في العراق... وتقليص النفوذ الإيراني".
وأشار نايتس بشكل خاص إلى ما وصفه بضعف الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وضبط النفس النسبي الذي مارسته خلال فترة القتال. لا ريب أن النفوذ الإيراني في العراق، تراجع في بعض الأوجه، ولكن هل هو في طريقه إلى الزوال حقا؟
تؤدي العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية، إلى تقليص واردات العراق من الطاقة الإيرانية، وهو ما يعني تراجع إحدى أبرز أدوات الضغط الإيراني على بغداد، وتزداد حساسية هذا الملف في ظل موجات الحر الشديدة التي تضرب العراق، إذ لم يعد انقطاع الكهرباء قضية اقتصادية فحسب، بل بات مسألة سياسية شديدة الحساسية. ففي الأسابيع الأخيرة، شهدت بغداد وواسط والديوانية ومدينة النجف، احتجاجات على الانقطاع المتكرر للكهرباء، (لا يزال العراق ينتج نحو 27 غيغاواط/ساعة من الكهرباء، بينما قد تصل ذروة الطلب في الصيف إلى أكثر من 45 غيغاواط/ساعة).