لم تكن حركة "حسم" سوى امتداد للنظام المسلح السري القائم على نظرية حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس، وهي مركزية القوة، وإنشاء كتائب خاصة معنية بقضية الجهاد لحماية الدعوة، وكذلك ما صاغه سيد قطب بأن الإسلام، كما زعم، هو ثورة وانقلاب، وأن التوحيد حاكمية سياسية وقانونية، والنظام الإسلامي الشامل لا يقبل التبعيض (نظام مطلق)، ولا يتحرك إلا في محيط هو الذي يصنعه (الطهورية والعزلة الشعورية).
وحتى ظهور "حسم" لم يغب النظام المسلح السري منذ نشأته عام 1937 وحتى الآن، حيث كان يظهر ثم يخبو حسب الظروف المحيطة بـ "الإخوان"، ونهاية عام 2013 عاود الظهور حيث اعتمدت الجماعة عقب فض اعتصامها بميدان رابعة على ما يسمى "المقاومة الإيجابية" أو "النوعية" ولجأت إلى ما أطلق عليه "المسار الثوري" من خلال "تعطيل أجهزة الدولة المصرية ومؤسساتها".
وفي هذا الوقت كان يقود الجماعة محمد كمال، وهو أستاذ في جامعة أسيوط، الذي طرح ما يعرف بـ"العمل الثوري المبدع" أي المسلح، القائم على ركيزتين أساسيتين وهما: حركة العقاب الثوري، وجبهة المقاومة الشعبية. ولما تم القضاء عليهما ظهرت "كتائب حلوان"، التي كانت هي العمود الفقري للتنظيم لكنها سقطت سريعا، وهنا ظهرت حركة "حسم" في عام 2015، وأعلن عن وجودها رسميا عام 2016.
يقول العضو السابق في "الإخوان"، الباحث، عمرو عبد الحافظ في تصريح خاص لـ"المجلة": "العنف مسار معتمد في "الإخوان" منذ حسن البنا، لكنه يتوارى معظم الوقت خلف المسار السياسي، فيكمن حينا ويظهر آخر، ويستدعى حينا ويؤجل آخر، فهو موجود في أصل الفكرة منذ أسس البنا النظام الخاص، وقد استدعاه "الإخوان" عام 2013 وما بعدها استنادا إلى هذا الأصل عندهم".
ولأن العمل المسلح فيه من الإشكالات الشرعية، (خصوصا في مفهوم الدولة الحديثة والتجنيد الإجباري والعمل الشرطي)، ما يجعل هناك حائلا شرعيا أمام الاستحلال الشرعي لدماء القوى العسكرية والنظامية للدولة، أطلقت حركة "حسم" مجموعة من الإصدارات والمقاربات الفكرية التي كان هدفها الرئيس التوظيف الاستراتيجي والعملياتي للشريعة في العنف والإرهاب.