منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تمحورت سياسة الاغتيالات الإسرائيلية حول تقويض أو إضعاف قدرة الخصم على تنفيذ أعمال عدائية، بدلا من محاولة التأثير على سياسات من يخلف الشخصية المستهدفة، من حسن نصرالله في "حزب الله" ويحيى السنوار في "حماس"، إلى رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، ورئيس الوزراء في حكومة "الحوثيين" في صنعاء أحمد غالب الرهوي، كان تركيز إسرائيل دائما على تصفية الأفراد الذين يمتلكون مهارات ومعرفة، وقدرات قيادية وعسكرية وخبرة تراكمية كبيرة.
المنطق الأساسي لإسرائيل، هو أنه حتى لو حافظ من يخلف تلك الشخصيات المغتالة في تلك الكيانات على المواقف الأيديولوجية ذاتها، فإن قدرتهم على تنفيذ السياسات بفعالية ستضعف بفقدان هؤلاء الأفراد. لم تكن سياسة الاغتيالات تلك خلال العامين الماضيين قائمة على الأمل، في أن يتبنى الخلف سياسات أكثر ودية تجاهها إذن، فالخلفاء في هذه الكيانات غالبا ما يكونون أكثر شراسة في عدائهم تجاه إسرائيل.
قال نعيم قاسم، الأمين العام الجديد لـ"حزب الله"، بعد اغتيال حسن نصرالله، إن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا، مضيفا أن "الثمن سيكون ضرب قلب تل أبيب". أما حركة "حماس"، فقد صرّحت بعد مقتل السنوار بأن ذلك سيؤدي حتما إلى "إلهام روح الصمود والصبر والمثابرة والمقاومة" داخل الحركة، وهذه مجرد أمثلة على استمرار الخطاب، والسياسات ذاتها التي تبناها القادة المغتالون.
بعد القضاء على أحد قادة هذه الكيانات، فإن من يخلفه يرث البنية المؤسسية الراسخة، والأعراف السائدة، والتوجهات السياسية القائمة، مما يجعل نطاق التغيير الجذري شبه مستحيل.