يقف قطاع الطاقة في قطر على أعتاب مرحلة مهمة اليوم. فبعد أن تميزت بهيمنتها على الغاز الطبيعي المسال لعقود طويلة، تتجه الدولة الآن نحو تنويع مصادر الطاقة باتخاذ خطوات مدروسة في هذا الميدان. من أبرز التطورات الواعدة، ظهور مشاريع ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، مدعومة بمزيج من موارد الطاقة الشمسية الوفيرة وإطار سياسي يتطور تدريجيا. وفي حين تبدو قطر أكثر حذرا باعتماد مصادر الطاقة المتجددة من جيرانها في الخليج، فقد بدأت معالم وظروف نمو مشاريع منظومات الطاقة الشمسية بالتبلور فيها.
موارد شمسية غير مستغلة
تعتبر قطر من البلاد الغنية بالإمكانات في مجال الطاقة الشمسية. فهي تحظى بما معدله 9,5 ساعات من أشعة الشمس يوميا، ويصل إشعاعها الأفقي العالمي (GHI) إلى نحو 2,140 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع سنويا. تضع هذه الأرقام قطر بين البيئات الأكثر ملاءمة عالميا لأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ومع هذه المستويات العالية من الإشعاع الشمسي على مدار العام، يعتبر وضع البلاد جيدا لتسخير الطاقة الشمسية في شتى المجالات. وهذه الميزة الطبيعية تقابلها الآن، وإن ببطء، إشارات سياسية تدل على الاهتمام المتزايد بنشر الطاقة النظيفة. في أحدث استراتيجيا للتنمية الوطنية، أوضحت الحكومة القطرية أنها تهدف إلى زيادة سعة الطاقة المتجددة إلى 4 غيغاواط في حلول عام 2030، وهو ما يمثل قفزة بالغة الأهمية في المضي قدما، إلا أن هذا الهدف لا يزال أقل بكثير من الهدف الذي قدمته رؤية السعودية المعدلة لعام 2030 البالغ 130 غيغاواط، كما أنه بعيد أيضا عن الـ 19,8 غيغاواط المخطط لها في الإمارات العربية المتحدة من حجم الطاقة المتجددة في حلول عام 2030. بيد أن هذا الهدف يعكس تحولا في التفكير من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة لشركات منظومات ألواح الطاقة الشمسية.
الالتزامات المناخية
في إطار أشمل، تمثل أهداف الدولة المتمثلة في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتحسين كفاءة الطاقة، اتجاها سياسيا يدعم نشر منظومات الطاقة الشمسية، بما فيها ألواح الطاقة الكهروضوئية.

