خلال الأسابيع الماضية، كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطالبته لحركة "طالبان" بإعادة قاعدة باغرام الجوية إلى أفغانستان، ملوّحا باستعادتها بالقوة إن لم تُنفذ تلك المطالب. وكما جرت العادة في الكثير من الملفات، فإن ترمب يبدأ دائما بتصريحات ومواقف متشددة قبل أن يتبنى لاحقا نهجا أكثر توازنا. وقد تجلى ذلك في تعاطيه مع ملف غزة، حين اقترح بداية خطة خيالية لتحويلها إلى "ريفييرا" قبل أن يطرح لاحقا خطة سلام وُصفت بأنها فريدة من نوعها.
أما فيما يتعلق بمقترح ترمب لـ"طالبان"، فخلف نهجه الذي يبدو جامحا، يكمن منطق محسوب. ففي الكواليس، لجأ الرئيس مجددا إلى سياسة خارجة عن المألوف، تمثلت في رفع العقوبات عن عدد من وزراء "طالبان" البارزين، والدخول، بوساطة إماراتية، في مفاوضات حول اتفاق يشمل المعادن ومسارات لوجستية تخدم مصالح الشركات الأميركية في آسيا الوسطى. كما أوفد الدبلوماسي الأفغاني-الأميركي السابق زلماي خليل زاده في مهام متعددة لاستعادة أميركيين مفقودين. وتقوم استراتيجيته الأساسية على الحيلولة دون انجراف أفغانستان نحو محور موسكو-بكين.

