عاد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته السادسة والأربعين ببرنامج عروض واسع ومتباين، اعتمد على مزيج من العروض العربية الأولى، والاختيارات العالمية التي سبق أن جابت مهرجانات كبرى، إلى جانب حضور لافت لأفلام تنشغل بأسئلة إنسانية راهنة، من صدمات الحروب إلى قضايا الهوية والهجرة والتغيرات المجتمعية، وقد انعكس هذا التنوع بوضوح على خريطة الجوائز.
وشهدت الدورة الأخيرة التي امتدت بين 21 و21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشاركة تجاوزت 150 فيلما (أقل بنحو من 40 فيلما عن العام الماضي)، تمثل أكثر من خمسين دولة عربية وأجنبية، وتوزعت العروض بين مسارح دار الأوبرا وقاعة "إيوارت" بالجامعة الأميركية والسينمات المشاركة.
دارت فعاليات النسخة الجديدة، في رحلة انطلقت من واقعية سحرية أشبه بالديستوبيا، من خلال فيلم الافتتاح "المسار الأزرق" للمخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو، وصولا إلي واقع مؤلم يتجاوز الخيال نفسه عبرت عنه المخرجة التونسية كوثر بن هنية في فيلمها الأخير "صوت هند رجب"، فيلم حفل الختام.
كما جمعت التكريمات هذا العام ستة أسماء، ضعف العدد للدورة السابقة، ثلاثة منهم من مصر، حيث نال خالد النبوي جائزة فاتن حمامة للتميز، بينما حصل المخرج الكبير محمد عبد العزيز على الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وهو نفسه من منح النبوي أول أدواره السينمائية من خلال الفيلم التلفزيوني "ليلة عسل" (1990)، إلى جانب تكريم مدير التصوير محمود عبد السميع بالجائزة نفسها. أما التكريمات الدولية فذهبت إلى الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، والمخرجة المجرية إلديكو إينييدي، كذلك المخرج التركي نوري بيلغي جيلان، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية.
البانوراما الدولية
عادة ما تتجه الأنظار إلى المسابقة الدولية أو الرئيسة في المهرجانات، إذ تمثل بوصلة أولية تقاس بها قدرة فريق المهرجان على اقتناص فيلم لفت الانتباه هنا أو نال التقدير هناك. تمثل هذا العام تحديدا حجر الزاوية، بحسب وصف الناقد محمد طارق، المدير الفني للمهرجان، ربما لأنها دورته الأولى في المنصب خلفا للناقد عصام زكريا. تقدم المسابقة سبع جوائز تشمل الإخراج والتمثيل والسيناريو، تنافس عليها 14 فيلما من أربع قارات. خمسة من هذه الأفلام شهدت عروضها العالمية الأولى من القاهرة، أما التسعة المتبقية فتعرض للمرة الأولى حصريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



