لم يكد الديمقراطيون يفيقون من نشوة الانتصارات التي حققوها مؤخرا في انتخابات حكام الولايات ورؤساء البلديات والمناصب البلدية حتى استيقظت بينهم خلايا الغضب التي ظلت نائمة منذ الهزائم التي مني بها الحزب في انتخابات 2024 الرئاسية والتشريعية. أيقظ هذه الفتنة تصويت ثمانية من الديمقراطيين إلى جانب الجمهوريين لوضع نهاية للإغلاق الحكومي الذي دام ستة أسابيع.
فبعد أن أجبر الديمقراطيون على التراجع عن رفضهم التسليم بشروط الجمهوريين من أجل إعادة فتح المصالح الحكومية الفيدرالية، انفجرت عناقيد الغضب بين الأعضاء الثمانية الذين صوتوا لإعادة فتح الحكومة وبين باقي أعضاء الحزب، خاصة التقدميين اليساريين. وانفلت زمام السيطرة من يد زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر الذي صوت ضد القرار لكنه لم يستطع إثناء كتلته التي تضم الأعضاء الثمانية عن الخروج على الإجماع الحزبي. وكان الديمقراطيون يشترطون للموافقة على إنهاء الإغلاق الحكومي والتصويت لصالح مشروع الميزانية الجمهوري مد العمل بقانون الرعاية الصحية الذي سنّه الكونغرس إبان ولاية الرئيس باراك أوباما. بيد أن الجمهوريين تمكنوا من الصمود وإطالة نفس الإصرار على مشروعهم دون تقديم التنازلات التي طالب بها الديمقراطيون حتى صوت ثمانية من الشيوخ وستة من النواب الديمقراطيين إلى جانبهم ما أدى إلى تمرير المشروع الذي وقعه الرئيس ترمب ليصبح قانونا شاهدا على مدى التفكك الذي أصاب جسد الحزب الديمقراطي.
القانون يتضمن إلغاء الدعم الفيدرالي لقانون "أوباما كير" للرعاية الصحية مما سيرفع كلفة التأمين الصحي لأكثر من 20 مليون أميركي باتوا يعتمدون على هذا النظام. ومرر مجلس الشيوخ المشروع بأغلبية 60-40 بينما مرره النواب بأغلبية 222-209، مع امتناع اثنين من الجمهوريين عن التصويت.


