كانت نتيجة الانتخابات العراقية لافتة وحاسمة هذه المرة بخلاف معظم الانتخابات البرلمانية السابقة، إذ أنتجت فائزا واضحا هو "الإطار التنسيقي" بقوائمه الانتخابية المختلفة. فحسب النتائج التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة، المسؤولة عن إدارة الانتخابات، حصلت القوائم الانتخابية المختلفة لـ"الإطار"، بضمنها القائمة التي تصدّرها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على أكثر من 180 مقعدا.
كانت إحدى علامات قوة الأداء الانتخابي لـ"الإطار" الانضواء السريع لقائمة السوداني، "ائتلاف الإعمار والتنمية" الحائز على 46 مقعدا، في "الإطار التنسيقي" والتخلي عن فكرة منافسته، خصوصا أن الائتلاف تشكل بالضد من رغبة "الإطار" الذي يصر على التزام رؤساء الوزراء الذين يرشحهم ويدعمهم بتعهد يمنعهم من تشكيل تحالفات سياسية لخوض الانتخابات، منعا لتشكيل قوة سياسية خاصة بهم وتشتيت الصوت الشيعي على متنافسين كثيرين.
فوز انتخابي فقط وليس تأييدا شعبيا
لكن من المهم فهم هذا الفوز الانتخابي في سياقه الصحيح والمباشر، وليس السياق المفتعل الذي تحاول جماعات إطارية الترويج له: جاء هذا الفوز تتويجا لعدة عوامل قانونية وتقنية ومالية منحازة لا علاقة لها بالأداء الجيد في الحكم أو التحسن الواضح في الحوكمة التي شعر المجتمع بنتائجها الإيجابية وكافأ الإطار التنسيقي انتخابيا بسببها.
مرّرَ "الإطار التنسيقي"، في 2023، قانونا انتخابيا جائرا يخدم مصالح الأحزاب الكبيرة والقادرة على الإنفاق المالي السخي، خصوصا التي في السلطة، ويُهمِّش الأحزاب الصغيرة والفقيرة ماليا.
ثم كان هناك الشراء الواسع لأصوات الناخبين، حتى أمام مراكز الاقتراع، من جانب هذه الأحزاب المتنفذة كما أشار إلى هذا كثير من المتابعين. شراء الأصوات الانتخابية رغم مخالفتها للقانون ظاهرة شائعة ومعروفة في الانتخابات العراقية، لكنها بلغت مستوى غير مسبوق في هذه الانتخابات الأخيرة. فضلا عن هذا، تمتلك الأحزاب المتنفذة ماكينات انتخابية ضخمة وباهظة الثمن وخبيرة بالترويج وكسب الأصوات تستطيع أن تدير حملات انتخابية ناجحة على مستوى البلد كله.

