لندن- كانت الانتخابات التشريعية العراقية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني محط اهتمام الصحف الإيرانية. والمشاركة التي تجاوزت نسبتها 56 في المئة من أعداد الناخبين المسجلين بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أظهرت تصدر قائمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني النتائج النهائية بحصولها على 46 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من 329 مقعدا. وتمكنت الفصائل المسلحة من تعزيز حضورها في البرلمان العراقي.
ونشر موقع "فرارو" الإخباري التحليلي تقريرا بعنوان "سياسة العراق الخارجية بعد الانتخابات... لا إيران ولا أميركا" بقلم محسن صالحي خواه في 19 نوفمبر. وقال التقرير: "إن نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق وحصول الشيعة على الأكثرية حظيت بكثير من الاهتمام والتحليل من الزوايا المتعددة في إيران. واحتفل بعض التيارات في البلاد بالفوز غير أنه ينبغي الإشارة إلى أن الشيعة يشكلون غالبية سكان العراق وأن القوى السياسية الشيعية البارزة تختلف في رؤيتها حول العلاقات بين بغداد وطهران، حيث إن بعضها أقرب إلى الجمهورية الإسلامية تقليديا على غرار التيارات التي يتزعمها نوري المالكي وهادي العامري والسيد عمار الحكيم ومن بعدها تأتي الميليشيات السياسية البارزة على غرار جماعة قيس الخزعلي (الصادقون) وبعض التيارات الشيعية المناهضة لإيران والفئة الرابعة تؤكد على استقلالية العراق وإقامة علاقات خارجية مع كل دول المنطقة والقوى الكبرى. الأمر المهم هو أنه حتى القوى المقربة من إيران هي عراقية تحرص أو يجب أن تحرص على تأمين مصالح العراق. لقد أضرت الحملات الدعائية التي كشفت عن علاقات بعض الجماعات الشيعية بإيران خلال الأعوام الماضية بطهران وبغداد غير أن الشيعة تمكنوا من خلال النظرة الوطنية خاصة بعد انحسار (داعش) في ترسيخ حضورهم في العراق أكثر فأكثر. الأمر الآخر هو أن قائمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حققت الفوز. فقد نجح محمد شياع السوداني خلال العامين الماضيين في النأي بالعراق عن حروب المنطقة ولم يسمح لـ(الحشد الشعبي) بأن يورط العراق في الحرب مع إسرائيل. لقد توقفت الهجمات الصاروخية وبالمسيرات التي شنتها بعض الفصائل المسلحة العراقية سريعا خلال الأيام الأولى من الحرب. ولم تشارك الجماعات المسلحة العراقية في الحرب إلى جانب إيران خلال المواجهة بين إيران من جهة وإسرائيل وأميركا من جهة أخرى. ويرى المراقبون أن السوداني يركز على تنمية العراق والانسحاب الأميركي وإعادة إعمار المناطق المدمرة منذ فترة احتلال أميركا والحرب على (داعش). ولا يسعى السوداني إلى عراق إيراني الهوى ولا أميركي الهوى غير أنه يحرص كثيرا على ضبط علاقات بغداد مع طهران وواشنطن.


