عرضت المخرجة السعودية جيجي حزيمة فيلمها "ثم يأتي الشتاء" مساء الأحد الماضي في إحدى أشهر دور السينما في باريس، ضمن عروض أفلام السينما السعودية المستقلة، والمتضمن فيلمين قصيرين، "سُبحة" للمخرجة ريم البيات، و"محض لقاء" للمخرج محسن أحمد. الفيلم يحفر في أعماق الألم الإنساني رغم محيطه الصاخب بكل ما هو مرعب ومدمر.
بدا الفيلم الذي شارك في تمثيله عدد من الممثلين الأميركيين إلى جانب ممثل فرنسي (جان- كاليكست غروس- أندري) امتدادا لجواهر السينما التي تهتم بكل ما هو حميمي وخاص بالإنسان، ذلك الذي يعيش أجواء اضطرابات اجتماعية وكوارث حروب تحول دون النظر إلى ما هو داخلي فيه، أو الإصغاء إلى صرخاته المكبوتة.
الموت هو الحياة
منذ البدء نرى أشجارا تتهيأ لدخول الشتاء، وفي أجوائها طلقات تأتي من بعيد، تثير الخوف والرعب والتساؤلات لدى عائلة ريفية لا تعرف كيف تتصرف مع حال كهذه، فيرتد الحوار بينها إلى الداخل، إلى حديث عن الحياة والموت، إذ "الموت هو الحياة"، كما تقول إحدى الشخصيات. المخرجة التي كتبت القصة والسيناريو، لا ترى في الموت نهاية لكل شيء، بل قد يكون بداية لشيء ما، كما هي الحرب، "فلا توجد حرب غير منتهية، سوى الحرب التي في داخلنا".



