"المجلة" تحاور "ChatGPT" حول الأزمات العربية... وهذه مقترحاته لحلها

أسئلة كثيرة حول اثار التطبيق والذكاء الاصطناعي على المستقبل

Nicola Ferrarese
Nicola Ferrarese
يعتمد البرنامج على الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية

"المجلة" تحاور "ChatGPT" حول الأزمات العربية... وهذه مقترحاته لحلها

في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ظهرت تقنية جديدة رائدة تسمى "ChatGPT"، أثارت فضول الناس في جميع أنحاء العالم.

"تشات جي بي تي" بالإنجليزية: "ChatGPT" هو برنامج للبحث والمحادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي، من تطوير شركة "أوبن أيه آي" الأميركية، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة المستخدم بطريقة إبداعية وكتابة مقالات عندما يطلب منه ذلك.

تم إطلاق شات "ChatGPT"للاستخدام في ديسمبر /كانون الاول 2022، حيث ارتفعت شعبيته بشكل أسرع من Instagram و TikTok، وقد وصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم نشط في يناير.

في محاولة لفهم سبب كل هذه الطفرة الجديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي التي أحدثتها شركة "أوبن إيه آي" بإطلاقها برنامج المحادثة "شات جي بي تي" قامت "المجلة" بإجراء مقابلة مع"ChatGPT" لتقييم معرفته بالشؤون السياسية والقضايا التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم العربي حاليا.

كانت النتيجة النهائية مثيرة إيجابيا إلى حد ما، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة حول الآثار المترتبة عن هذا برنامج هذا في المستقبل، خصوصا أنّ توقعات مجلة "فوربس" (Forbes)الأميركية تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يستحوذ على وظائف يعمل بها نحو مليار شخص على مستوى العالم خلال السنوات العشر المقبلة.

وهنا نص الحوار الذي أجرته "المجلة" مع "ChatGPT" اول أمس والأجوبة دون تدخل:

1- ما هي الأسباب الكامنة وراء زلزال تركيا وسوريا؟

تحدث الزلازل بسبب حركة الصفائح التكتونية، التي هي عبارة عن قطعٍ كبيرة من قشرة الأرض تتحرك ببطء وتتطاحن فيما بينها. تقع تركيا وسوريا في منطقة يلتقي فيها العديد من الصفائح التكتونية، مما يجعلها عرضة للنشاط الزلزالي.

ثمة أسباب محددة عديدة للزلازل في تركيا وسوريا نذكر منها:

1. فالق شمال الأناضول: يمتد هذا الفالق في شمال تركيا وهو السبب الكامن خلف العديد من الزلازل التي تصيب المنطقة. يمثل الفالق الحد الفاصل بين الصفيحة الأوراسية وصفيحة الأناضول اللتين تتحركان في اتجاهين متعاكسين. عندما يحدث ذلك، يتم تحرير الضغط المتراكم على شكل زلزال.

2. فالق شرق الأناضول: يمر هذا الفالق في شرق تركيا ويمثل الحد الفاصل بين الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول. وقد تسببت حركة هاتين الصفيحتين الواحدة بعكس الأخرى في حدوث زلازل كبيرة عدة في المنطقة.

3. فالق البحر الميت: يمتد هذا الفالق من تركيا إلى سوريا ويمثل الحد الفاصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة العربية. وقد تسببت حركة هاتين الصفيحتين الواحدة بعكس الأخرى في حدوث زلازل كبيرة عدة في المنطقة.

4. النشاط البشري: يعود السبب في بعض الزلازل في المنطقة إلى النشاط البشري مثل استخراج النفط، والغاز، أو بناء السدود الكبيرة.

من المهم ملاحظة أن الزلازل ظاهرة طبيعية يمكن أن تقع في أي منطقة يحدث فيها نشاط تكتوني، ولكن يمكن أن يتأثر مستوى خطر الزلازل في منطقة معينة بعوامل أخرى كالكثافة السكانية ونوعية البنية التحتية للأبنية.

تحقيق السلام سيتطلب التزاما طويل الأمد واستعدادا لمعالجة القضايا الأساسية التي تغذي الصراع

2. هل من الممكن التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

إن تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مهمة معقدة وصعبة استعصت على العديد من المحاولات لحلها على مر السنين. ولكن على الرغم من صعوبة الهدف، فهو ليس مستحيلا.

يشكّل الخلاف الأساسي بين الجانبين حول القضايا الرئيسية مثل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، ووضع القدس ومصير المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين إحدى العقبات الكأداء في وجه تحقيق السلام. تُضاف إلى ذلك الاختلافات التاريخية والدينية والثقافية العميقة الجذور التي تغذي الصراع.

وعلى الرغم من هذه التحديات، حصلت في الماضي مبادرات عدة للسلام ومفاوضات واتفاقات، من ضمنها اتفاقات أوسلو، وقمة كامب ديفيد، ومؤتمر أنابوليس.وأحرزت هذه الجهود تقدما في بعض المجالات لكنها فشلت في نهاية المطاف في تحقيق اتفاق سلام شامل ودائم.

ينبغي لكلا الطرفين أن يبديا استعدادا لتقديم التنازلات وأن يتفاوضا بحسن نية. لكن ذلك يتطلب أيضا دعم المجتمع الدولي، ولا سيما دعم اللاعبين الرئيسيين كالولايات المتحدة والدول العربية، ناهيك بمشاركة المنظمات الدولية والإقليمية كالأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي.

في النهاية يمكن القول إن تحقيق السلام سيتطلب التزاما طويل الأمد واستعدادا لمعالجة القضايا الأساسية التي تغذي الصراع. وعلى الرغم من أنها قد تكون مهمة صعبة وشاقة، فإن من الممكن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين باتباع النهج الصحيح وفي حال توفر القيادة الحكيمة والدعم الدولي.

3. ما هو السبيل لحل الأزمة في سوريا؟

تتصف الأزمة في سوريا بأنها معقدة وثمة أبعاد عديدة لها، لذا لا يوجد حل سهل أو وحيد للصراع. مع ذلك يجمع معظم الخبراء على أن أي حلٍ طويل الأمد للأزمة يجب أن يتضمن تسوية سياسية شاملة تعالج الأسباب الجذرية للصراع وتعزز السلام والاستقرار والديموقراطية في سوريا.

يمكن أن تتضمن التسوية السياسية الشاملة بعض العناصر الرئيسية الآتية:

1. وقف إطلاق النار: فوقف إطلاق النار أمرٌ ضروري لإنهاء القتال وإيجاد بيئة توصل الأطراف إلى المفاوضات.

2. الانتقال السياسي: ينبغي السماح للشعب السوري بأن يختار قادته بفضل عملية سياسية شفافة وشاملة. وقد ينطوي ذلك على تشكيل حكومة انتقالية تمثل شرائح المجتمع السوري كافةً.

3. المساعدات الإنسانية: يعاني الشعب السوري معاناة كبيرة جراء الصراع، وبناءً عليه فإن أي تسوية سياسية يجب أن تتضمن مساعدات إنسانية للمحتاجين.

4. المساءلة: يجب محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا على أفعالهم، بغض النظر عن الجهة التي ينتمون إليها.

5. الدعم الدولي: تتطلب التسوية السياسية الدائمة في سوريا دعم المجتمع الدولي، بما في ذلك القوى الإقليمية والعالمية، كالولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي.

ختاما أقول: سيتطلب أي حل للأزمة في سوريا تقديم تنازلات وتعاونا واستعدادا للعمل من أجل تحقيق هدف مشترك يتمثل في تحقيق السلام والاستقرار لجميع السوريين.

يشكل الفساد مشكلة متفشية في إيران، ويشعر العديد من الإيرانيين بالإحباط جرّاء غياب المساءلة والشفافية في الأنظمة السياسية والاقتصادية للبلاد

4. ما هي أبرز الأزمات السياسية التي يعاني منها العالم العربي؟

واجه العالم العربي أزمات سياسية عديدة في السنوات الأخيرة، كان لبعضها تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة. من أبرز الأزمات السياسية في الوطن العربي ما يأتي:

1. الصراع في سوريا: أدى الصراع في سوريا، الذي بدأ عام 2011، إلى نزوح ملايين الأشخاص وخسائر كبيرة في الأرواح. وتضمّن الصراع جهات فاعلة متعددة،بما في ذلك الحكومة السورية وجماعات المعارضة والجهات الفاعلة الخارجية، واتسم الصراع بتوتر طائفي وانتهاكات لحقوق الإنسان.

2. الحرب الأهلية في اليمن: أدت الحرب الأهلية في اليمن، التي بدأت عام 2015 إلى أزمة إنسانية كبيرة ونزوح ملايين الأشخاص. كما شاركت في الصراع جهات فاعلة متعددة، بما في ذلك الحكومة اليمنية، والحوثيون، والجهات الخارجية، كما اتسمت الحرب بتوتر طائفي وانتهاكات لحقوق الإنسان.

3- الأزمة السياسية في ليبيا: واجهت ليبيا حالة اتصفت بعدم الاستقرار السياسي منذ اطاحة الديكتاتور السابق معمر القذافي في عام 2011. وانقسمت البلاد بين حكومتين متنافستين وجماعات مسلحة متعددة، الأمر الذي أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة وتشريد الملايين.

4. الصراع المستمر في فلسطين: أدّى الصراع على مدى عقود بين إسرائيل وفلسطين والذي لا يزال مستمرا إلى تشريد الملايين وإلى خسائر كبيرة في الأرواح. واتسم بعدم إحراز تقدم في عملية السلام واستمرار التوتر والعنف.

كان لهذه الأزمات السياسية تداعيات كبيرة على العالم العربي وخارجه، بما في ذلك عدم الاستقرار الإقليمي والأزمات الإنسانية والتحديات السياسية والاقتصادية. وستتطلب معالجة هذه الأزمات جهدا شاملا ومنسقا من المجتمع الدولي واستعداد جميع الأطراف المعنيين للانخراط في حوار بناء والاستعداد للتوصل إلى حلول وسط.

5. ما هي الأسباب الكامنة وراء الاحتجاجات والتظاهرات في إيران؟

شهدت إيران موجات عدة من الاحتجاجات والتظاهرات في السنوات الأخيرة، وكان لكل موجة منها أسبابها ومطالبها الخاصة. تشمل بعض الأسباب الرئيسية للاحتجاجات ما يأتي:     

1. المظالم الاقتصادية: تمثل الصعوبات التي يواجهها الإيرانيون أحد العوامل الرئيسية للاحتجاجات في إيران. إذ يعاني الكثير من الإيرانيين من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفقر، الأمر الذي أدى إلى شعور بالإحباط والغضب.

2. عدم الرضا السياسي: يشعر الكثير من الإيرانيين بعدم رضا عن النظام السياسي في البلاد وانعدام الحريات السياسية. فجمهورية إيران الإسلامية دولة دينية يتمتع فيها الزعماء الدينيون غير المنتخبين بسلطة مطلقة، وقد رُفعت مطالب طويلة الأمد تدعو إلى إحراز مزيد من الانفتاح السياسي والديموقراطية والمساءلة.

3. الفساد: يشكل الفساد مشكلة متفشية في إيران، ويشعر العديد من الإيرانيين بالإحباط جرّاء غياب المساءلة والشفافية في الأنظمة السياسية والاقتصادية للبلاد.

4. القضايا الاجتماعية:تعتبر إيران دولة محافظة من الناحية الاجتماعية، وقامت احتجاجات على قضايا تخص حقوق المرأة وحقوق العمال والمخاوف البيئية.

5. قضايا إقليمية ودولية: تعيشإيران حالة من التورط في صراعات إقليمية ودولية مختلفة، بما في ذلك التنافس المستمر مع السعودية وتدخلها في الحرب الأهلية السورية. وينتقد بعض الإيرانيين سياسة الحكومة الخارجية والتدخل العسكري في هذه النزاعات. وعلى الرغم من أن الأسباب المحددة للاحتجاجات في إيران قد تختلف اعتمادا على السياق والمظالم المحددة للمتظاهرين، فإن معظم المتظاهرين يسعون إلى مزيد من الحريات السياسية والفرص الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.

هل سيسقط النظام الإيراني؟

من الصعب التكهن بمصير النظام الإيراني على وجه اليقين لجهة إمكان سقوطه من عدمه لأن ذلك يعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة والديناميكية. ولكن تجدر الإشارة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية تمكنت من تجاوز العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية في الماضي وأظهرت مرونة في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية.

ففي الوقت الذي حصلت فيه احتجاجات وتظاهرات دورية في إيران للمطالبة بالتغيير السياسي والإصلاح الاقتصادي، تمكنت الحكومة من قمعها بتبني سياسة تقوم على المزج بين القمع والمشاركة في الاختيار. إذ أن الحكومة تمتلك جهازا أمنيا متينا وقد أبدت استعدادا لاستخدام القوة في عملية قمع المعارضة.

مع ذلك، هناك تحديات مستمرة تواجه النظام الإيراني، بما في ذلك الصعوبات الاقتصادية، والاستياء السياسي، والفساد، والتوترات الإقليمية. كما تواجه الحكومة الإيرانية أيضا ضغوطا من مجموعة من الجهات الخارجية بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها أدت إلى فرض جملة من العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية على إيران.

من الصعب التكهن بالكيفية التي ستتبدى فيها هذه العوامل في السنوات المقبلة، لكن من الواضح أن النظام الإيراني سيواجه تحديات وضغوطا مستمرة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التحديات ستؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط النظام أو إلى إصلاح سياسي كبير، وستعتمد على مجموعة من العوامل المعقدة والمترابطة.

6- كيف تأثرت الدول العربية بالحرب على أوكرانيا؟

الصراع الدائر في أوكرانيا هو في الأساس قضية إقليمية تشمل أوكرانيا وروسيا ودولا أخرى مجاورة في أوروبا الشرقية. لم يكن للنزاع تأثير مباشر على الدول العربية الواقعة في جزء مختلف من العالم.

مع ذلك، كان للصراع في أوكرانيا بعض الآثار غير المباشرة على الدول العربية. فعلى سبيل المثل، أدت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا ردا على أفعالها في أوكرانيا إلى تقليص العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وبعض الدول العربية، ولا سيما تلك الموجودة في منطقة الخليج. وقد كان لذلك تأثير سلبي على اقتصادات هذه الدول التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الطاقة والتجارة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع الدائر في أوكرانيا إلى مزيد من التوتر بين روسيا والغرب، الأمر الذي كان له تداعيات أوسع على العلاقات الدولية والأمن العالمي. وأدى ذلك إلى مخاوف بين الدول العربية في شأن احتمالات التصعيد والصراع في المنطقة، ولا سيما بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية للشرق الأوسط وتورط قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.ويمكن القول إجمالا إنه بينما لم يوثّر الصراع في أوكرانيا تأثيرا مباشرا على الدول العربية، فإنه ساهم في خلق إحساس أوسع بعدم الاستقرار الجيوسياسي وعدم اليقين، مما قد يكون له آثار غير مباشرة على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية.

font change

مقالات ذات صلة