مشاركة سعودية لافتة في "لندن الدولي للكتاب"

سعي إلى ترسيخ حضور الكتاب العربي

London Bookfair
London Bookfair

مشاركة سعودية لافتة في "لندن الدولي للكتاب"

لندن: من أبرز المشاركين في معرض لندن هذا العام، والذي استمر ثلاثة أيام من 18 إلى 20 أبريل/نيسان، وزارة الثقافة السعودية من خلال جناح هيئة الأدب والترجمة والنشر التي شهدت نشاطا دؤوبا وحقّقت ظهورا مميّزا، وكان حاضنة للزوّار والمهتمّين وأتاح فرصة للناشرين السعوديين للتواصل مع دور نشر عالمية وعقد اتفاقيات وتعاقدات معها من أجل الترويج للكتاب العربي والحصول على حقوق الكتب لترجمتها إلى اللغة العربية.

وبعد أن كانت الشارقة ضيف شرف معرض لندن الدوليّ للكتاب العام الماضي، كان حضور هيئة الكتاب في الشارقة أيضا جليا هذا العام بجناحها ومساهمتها بتكريس الاهتمام على صناعة الكتاب والنشر في العالم العربي، كما حضر اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الإماراتيين مع عدد من دور النشر الإماراتية.

وأقامت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تحرص على المشاركة بشكل دوري في معرض لندن للكتاب، في جناحها العديد من الأنشطة الفكرية والندوات التي ساهمت للتعريف بقضايا فكرية وثقافية من العالم العربي إضافة إلى ندوات حواريةمع بعض الكتاب للحديث عن أعمالهم.

للعام الثاني على التوالي حقّق الحضور العربي في معرض لندن الدولي للكتاب نشاطا لافتا

"المجلّة" استطلعت آراء عدد من الناشرين المشاركين في معرض لندن الدوليّ للكتاب في دورة 2023للتعرّف إلى ملامح مشاركتهم في هذا المعرض.

اعتبر الناشر والشاعر السعودي عبدالله الغبين المدير العام لدار أثر السعودية إنّ "المشاركة في معرض لندن الدولي للكتاب مشاركة مهمة أتاحت لنا لقاء كثير من الناشرين من مختلف دول العالم ومن خلال اللقاءات المباشرة معهم استطعنا تعريفهم بالكتب العربية والسعودية الصادرة عن الدار، كذلك استطعنا التعرف على سلاسل كتب جديدة وحصلت اتفاقيات من أجل ترجمتها إلى اللغة العربية".

وأضاف الغبين في تصريحه لـ "لمجلة" إنّ "المعرض أتاح لنا التعرف على مجموعة من الناشرين المستقلين، عدا عن دور النشر الكبرى الشهيرة، ممن لديهم كتب لافتة وجميلة واستطعنا معرفة كتبهم واختيار عناوين لافتة ومميزة منه".

وأكد الغبين كذلك أنهم استطاعوا تلمّس توجهات النشر وصناعة الكتاب على مستوى العالم ومسار تقدمها وتوجهها، واستفادوا من خبراتهم من خلال طريقة عمل هذه المؤسسات وطريقة تسويق كتبها وعرضها.

عبدالله الغبين

وتوجّه مدير دار أثر بالشكر إلى وزارة الثقافة السعودية ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة التي أتاحت مثل هذا الحضور، ومن خلال جناحها الذي احتضن كثيرا من لقاءاتهم وتعاقداتهم ومفاوضاتهم طيلة فترة المعرض.

المشاركة في معرض لندن الدولي للكتاب أتاحت لنا لقاء كثير من الناشرين من مختلف دول العالم فاستطعنا التعريف بالكتب العربية والسعودية والتعرف على سلاسل كتب جديدة وتوقيع اتفاقيات من أجل ترجمتها إلى اللغة العربية

عبدالله الغبين

كما شاركت "وكالة كلمات" بجناح هيئة الأدب والنشر والترجمة في معرض لندن الدولي للكتاب 2023، والذي أقيم على فترة ثلاثة أيام على التوالي بمشاركة أكثر من 1700ناشر من مختلف أنحاء العالم.

وفي هذا السياق أكّد الناشر فهد العودة المؤسس والرئيس التنفيذي للوكالة والدار على أنّ مشاركة دار كلمات تنطلق من استشعارها لمسؤوليتها الثقافية ورغبتها الطموحة لتحقيق رؤية العربية السعودية 2030.

وأكّد العودة "أنّ المعرض فرصة عظيمة للالتقاء وجها لوجه مع روّاد عالميين في صناعة النشر، مما سيخدم توجّهات الوكالة في نشر الأدب السعوديّ  والعربيّ إلى العالمية".

من ناحية أخرى أوضح فهد العودة أنّ وكالة كلمات حقّقت نتائج باهرة في هذه المشاركة، ولاسيما أنّ مفهوم الوكالة الأدبية كان مغيّبا في الوسط الثقافي العربي".

فهد العودة

كما أعرب العودة عن امتنانه العميق لهيئة الأدب والنشر والترجمة لمبادراتها الرائدة والإبداعية التي من شأنها دفع عجلة التقدم الثقافي في المملكة إلى الأمام.

 

جائزة للترجمة ولقاءات وأنشطة

وعن حضور دار عرب المهتمة بترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية والتي أصدرت العديد من الإصدارات المترجمة إلى الإنكليزية حتى الآن، قال مؤسس الدار الشاعر العماني ناصر البدري إنه "في إطار استمرارية جهود دار عرب لتأكيد حضور الكتاب العربي في العالم الغربي عموما، والبريطاني خصوصا، كان حضور الدار في معرض لندن وكان اليوم الأول للمعرض هو اليوم الأول لاستقبال المشاركات في جائزة جديدة أطلقتها دار العرب بالتعاون مع مؤسسة بيت الغشام للإعلام والنشر اسمها "جائزة بيت الغشام دار عرب للترجمة".

وأضاف ناصر البدري أن "الجائزة محاولة إضافية من دار عرب لتوسيع رقعة الكتاب العربي في العالم الغربي وتأكيد أسس التواصل بين العالمين والثقافتين وتحويل هذا الاختلاف إلى شكل من أشكال التنوع والثراء الإنساني والتواصل بين المجتمعات والأفراد. والجائزة ستكون رافدا حقيقيا لتعزيز وجود الكتاب العربي في الغرب ونقل الكتب العربية إلى قراء الإنجليزية على مستوى العالم وستفتح فرصا لإضافة أسماء جديدة إلى عالم الترجمة".

ناصر البادري

ولفت البدري إلى أنه تمّ الالتقاء أثناء المعرض بعدد من المهتمين بهذا الجانب وتبادل الآراء والأفكار معهم وكان هناك ترحيب كبير بالكتب المترجمة وبالجائزة التي من شأنها أن تساهم تشجيع المترجمين الغربيين للاستمرار بجهودهم في الترجمة وتخصيص مزيد من الوقت لها.

المعرض فرصة عظيمة للالتقاء وجها لوجه مع روّاد عالميين في صناعة النشر، مما سيخدم توجّهات الوكالة في نشر الأدب السعوديّ والعربيّ إلى العالمية، لاسيما أنّ مفهوم الوكالة الأدبية كان مغيّبا في الوسط الثقافي العربي 

فهد العودة

أما رئيس تحرير دار المحيط في الفجيرة، عبد الواحد العلواني فقال عن مشاركة دار المحيط في معرض لندن "اعتاد معظم الناشرين العرب حضور معارض الكتب لتسويق كتبهم للجمهور، فالمعارض العربية والشرق أوسطية عادة ما تكون فرصة للناشر لبيع أكبر كمية ممكنة من كتبه بشكل مباشر من دون اللجوء إلى شركات التوزيع، لأن شركات التوزيع اليوم لا ترضى بأقل من نصف سعر غلاف الكتاب، بينما المعارض العالمية هي فقط للتعريف بجديد الكتب وإيجاد متسع للتعاون والتبادل بين الناشرين من بلدان وثقافات مختلفة". 

وأشار إلى أنّ "لذلك يحضر قلة من الناشرين المهتمين باقتناص فرص التعاقد على الكتب الأكثر مبيعا، من أجل الحصول على حقوق الطبعة العربية. ولا شك أن بعضها ينجح في ذلك بشكل محدود، لكن ما زال السعي نحو تسويق الكتب العربية وبيع حقوق نشرها بلغات أخرى نادرا جدا. وإن كان ضعف الإنتاج المعرفي أحد الأسباب، إلا أن ضعف ثقة الناشر في منشوراته أو تواضع معرفته بأساليب التسويق وقلة خبرته بنوعية الكتب الممكن تسويقها هي العوامل الأكثر تأثيرا".

وأكّد العلواني أنّ "معرض لندن هذا العام كان فرصة كبيرة للتواصل بين مختلف دور النشر، وقد استطعت عبر الترتيب لعدد من اللقاءات مع مؤسسات ودور نشر معينة قبل فترة طويلة من تاريخ المعرض، وكذلك من خلال الإعداد الجيد لهذه اللقاءات الاتفاق على نشر بعض كتب دار المحيط للنشر باللغات الأوربية وبيع حقوق طبعاتها باللغات الأخرى، ومعظم هذه الكتب تركز على الثقافة الخليجية، وتقدم معرفة واسعة ومدهشة عن الأماكن والثقافات المحلية، لتلبي حاجة القارئ التوّاق إلى الاكتشاف، إضافة إلى توفير مراجع للدارسين والباحثين والمؤسسات العلمية والأكاديمية".

وشدّه العلواني على أنّ "من الضروري ترجمة آخر الإصدارات الفكرية والمعرفية، وأيضا العمل على نشر الثقافة الخاصة في الثقافات الأخرى، لأن التعارف من أهم مقومات التفهم بين الشعوب المتجاورة والبنى الإجتماعية المختلفة، ونشر السلام والأمن بين البشر".

تهدف هيئة الأدب والنشر والترجمة من مشاركتها إلى تعزيز حضور المملكة دوليا

‎وعن مشاركة الدار في معرض لندن قالت أسماء فرنان مسؤولة المعارض الأوروبية في دار سعاد الصباح في تصريح للمجلة "إن الدار اهتمت بالتعريف بالشعر والأدب العربي للقارئ الغربي، خاصة أن العديد من إصدارات الدار مترجمة للغات العالمية. كما بحثناآفاق للتعاون مع الناشرين والموزعين في بريطانيا لتوزيع كتب الدار في الغرب".

المعارض العربية عادة ما تكون فرصة للناشر لبيع أكبر كمية ممكنة من كتبه، أما المعارض العالمية فهي فقط للتعريف بجديد الكتب وإيجاد متسع للتعاون والتبادل بين الناشرين من بلدان وثقافات مختلفة

عبد الواحد العلواني

وكانت دار سعاد الصباح الكويتية من بين الدور العربية المشاركة في معرض لندن الدولي للكتاب. وقد جاءت مشاركة الدار في معرض لندن للكتاب للمرة الثانية من بين المشاركات العربية البارزة في معرض لندن، حيث تسعى الدار إلى التعريف بالمنتج الأدبي العربي الذي تنوع بين الأجناس الأدبية والتراث والتاريخ. وتهتم بإبراز النصوص العربية بلغات مختلفة، حيث عرضت عناوين في الشعر والأدب والتاريخ والتراث مترجمة إلى لغات عدة منها الفرنسية والإنكليزية. وعرضت الدار إصدارات الكاتبة والشاعرة سعاد الصباح وكتب مؤلفين آخرين. 

‎ونظمت دار سعاد الصباح ندوة فكرية في جناحها بالمعرض من تقديم الشاعر والأديب هواري غزالي أستاذ الدراسات في جامعة باريس 4، تمحورت حول نقد أشعار سعاد الصباح.

font change

مقالات ذات صلة