"الحشاشون" من مخيلة ماركو بولو إلى مسلسلات رمضان

يصعب التمييز بين الوقائع التاريخية والأساطير

Al_hashashashin_2024 – FILM STILLS
Al_hashashashin_2024 – FILM STILLS
بطل مسلسل "الحشاشين" الفنان المصري كريم عبد العزيز في دور "حسن الصباح"

"الحشاشون" من مخيلة ماركو بولو إلى مسلسلات رمضان

يبدأ مسلسل "الحشّاشين"، من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي، بعرض سريع عن الدين الإسلامي، وكيف انقسم مذاهب ومللا بعد وفاة الرسول. يعرض الراوي تاريخ الحكم الإسلامي من زمن الدولة الأموية، وصولا إلى "الفرق الباطنية"، ليتوقف عند شخصية حسن بن الصبّاح "الأخطر والأغرب"، بحسب تعريف المسلسل به: "في الظلام سرّ عظيم، وحسن الصبّاح ربط نفسه وروحه وجسده بالظلام"، مثلما يقول الراوي.

وفي حين أثنى بعضهم على العمل من حيث الإخراج والتصوير، عدّ آخرون أن العمل وقع في أخطاء تاريخية انبرى كثر للإضاءة عليها، كعلاقة حسن الصبّاح بعمر الخيّام أو كتصوير حسن الصبّاح شخصا ذا كرامات، في حين ذمّ آخرون اعتماد المسلسل العامية المصرية، بدلا من العربية الفصحى. لكن من هم "الحشاشون" ومن هو حسن الصبّاح الذي يؤدي شخصيته في المسلسل الفنان المصري كريم عبد العزيز؟

أصل الكلمة

صُوّر المسلسل في مالطا وكازاخستان، وليس في مسرح أحداثه الإيراني، حيث وُلِد حسن الصبّاح سنة 1037. وبحسب بعض المصادر التاريخية، فقد كانالرجل عارفا بعلوم الرياضيات والحساب والفلسفة، لكنّ التاريخ لا يذكره إلّا قائدا عسكريا، وأحد أبرز شخصيات الطائفة الإسماعيليّة النزاريّة، التي تسمّى أيضا بالباطنية، والتي انبثقت منها مجموعة فدائيّين يدينون له بولاء مطلق، نفّذوا سلسلة من الاغتيالات، فلُقّبوا على إثرها في الغرب بالاغتياليّين (assassins). وترى بعض المصادر التاريخية أن هذه الكلمة، وصارت تعني بمرور الزمن وصف القاتل الذي يقتل خلسة وغدرا، قد أطلقها الصليبيون بداية على هذه الفرقة، اقتباسا من اسم مؤسسها حسن الصباح (الحساسين –من حسن)، ثم نقلت إلى العربية لتصبح "الحشاشين"، فيما عدّ معظم المؤرخين أن الأصل عربي، فهو إما يعود إلى كلمة "أساسيين" (بمعنى المتمسكين بالأصول والأسس)، وإما ينسب إلى الحشيشة، إذ راجت فكرة أن أعضاء الجماعة كانوا يستخدون الحشيشة، ليصبح المعنى محصورا بعد نقله إلى الفرنسية بصفة الاغتيال.

 قصة ماركو بولو عن "شيخ الجبل" مختلقة، أو أنها محض أسطورة متداولة لا تستند إلى وصف فعلي ولا إلى مصادر موثوق بها


أول من حاول تسليط الضوء على ظاهرة الحشاشين كان المستشرق الفرنسي دنيس ليبي دي باتيلي Denis Lebey de Batilly، الذي جاء على ذكرهم في 1603، لكنّ أول من ذكرهم في سياق المذهب الإسماعيلي كان المستشرق الفرنسي بارتليمي دي إربلو Barthalemy de'Herbelot في "الموسوعة الفرنسية المشرقية" عام 1697. وفي سنة 1809 كان البحث الأهم للمستشرق سلفستر دو ساسي Sylvester de Sacy الذي أكد أن كلمة "الحشاشين" انحدرت من العربية، وأنها استُخدمت للحطّ من شأن جماعة الصبّاح أكثر من كونها صفة حقيقية لأفعالهم. أما الربط بالحشيشة فذلك نسبة إلى النبتة التي كانت منتشرة في قراهم، مع أنّ بعضهم ذهب إلى القول إنّ الصبّاح كان يجنّد أتباعه بالحشيشة المخدّرة، ويغريهم بما لذّ وطاب من مغريات الدنيا ليصوّر لهم الجنة على الأرض قبل إرسالهم إلى القتال في سبيلها.

شيخ الجبل

أمّا لقبه الآخر، "شيخ الجبل"، فقد أطلقه عليه الرحّالة الإيطالي الشهير ماركو بولو، علما أن هذا الأخير ينقل قصة قلعة "آلموت" معقل الحشاشين، دون تسميتها بهذا الاسم، كما أن زعيم تلك القلعة في "رحلات ماركو بولو" يدعى علو الدين، ولا يدعى حسن الصباح، وهذه التسمية، إضافة إلى قول ماركو بولو إنه سمع تلك القصص ولم يزعم مشاهدتها عيانا ولا زيارته القلعة، تعزّز ما ذهب إليه الدارسون منذ البداية بأن قصة ماركو بولو مختلقة، أو أنها محض أسطورة متداولة لا تستند إلى وصف فعلي ولا إلى مصادر موثوق بها. ننقل هنا وصف ماركو بولو لـ"شيخ الجبل" (عن ترجمة عبد العزيز جاويد الصادرة في طبعتها الثانية عام 1995 عن الهيئة العامة للكتاب بمصر):

Alamy
"قلعة الموت"

"ويشهد ماركو بولو بأنه سمع المعلومات التالية عن الرئيس من أشخاص متفرقين:كان يسمى علو الدين وهو على دين محمد.وهناك في واد مونق محصور بين جبلين شامخين، أنشأ شيخ الجبل بستانا فاخرا وشيدت قصور متنوعة الأحجام والأشكال... واستُخدِمت أنابيب صغيرة صممت في هذه المباني وبواسطتها كانت أنهار من الخمر ولبن وعسل وماء فرات تشاهد وهي تفيض في كل اتجاه، وكانت تسكن هذه القصور حوريات رشيقات جميلات دُرّبنَ حتّى أتقنّ جميع فنون الغناء واللعب على جميع أنواع الآلات الموسيقية والرقص كما أتقنّ بوجه خاص أفانين الغزل والإغراء والدلال... ولكي يحول دون أن يجد أحد سبيله بغير إذن منه الى ذلك الوادي الممتع، أمر بإنشاء حصن قوي عند مدخله وكان الدخول من خلاله الى الوادي عن طريق سرداب سري، وكان ذلك الأمير يجمع في بلاطه كذلك عددا من الشبّان تتراوح أعدادهم بين الثانية عشرة والعشرين، يختارهم من بين سكان الجبال المجاورة ممن يبدون ميلا الى المرانة والدربة العسكرية وتتجلّى فيهم صفة الشجاعة المقدامة. وجرَت عادته بالتحدث إليهم في موضوع الجنّة التي بشّر بها النبي، كما كان يأمر بإعطاء الأفيون لعشرة من هؤلاء الشبان، فإذا صرَعهم النوم فأصبحوا نصف موتى أمر بحملهم الى البستان فتصعق حواسهم من البهجة التي سبق وصفها ووجد كل واحد منهم نفسه محوطا بأوانس فاتنات يغنين له ويلعبن بالآلات ويستهوين لبّه بالمداعبة والعناق، ويقدّمنَ إليه أشهى اللحوم والخمور حتى يعتقد تماما أنه في الفردوس وإذا غلبهم السكر والنعاس حملوا خارج البستان فيسألهم أين كانوا فيكون جوابهم: "في الفردوس بفضل عطف سموكم". وعندئذ يقول الشيخ مخاطبا لهم: لقد وعَدَنا رسول الله وكان وعده حقا بأن الجنّة يرثها عباد الله الصالحون الذين يذودون عن مولاهم، فكان يرسلهم في الأمصار، ليقضي كل خصمٍ نَحبَه على يد هؤلاء السفّاكين المدرّبين".

كان الصبّاح عارفا بعلوم الرياضيات والحساب والفلسفة، لكنّ التاريخ لا يذكره إلّا قائدا عسكريا، وأحد أبرز شخصيات الطائفة الإسماعيليّة النزاريّة

هذا الوصف في حدّ ذاته، يبدو نابعا بوضوح من مخيلة خصبة ومن مرويات شعبية أكثر مما من مشاهدات عينية أو شهادات تاريخية، إلا أن هذا الوصف "السحري" فرض سطوته على صورة "الحشاشين" وزعيمهم، ويبدو بالحكم من مسلسل "الحشاشين" أنه لا يزال الوصف الأكثر سطوة.

من هو حسن الصبّاح؟

أوّل مشهد في مسلسل "الحشّاشين" يظهر أحد أتباع حسن الصبّاح وهو يلقي بنفسه إلى التهلكة من فوق أسوار قلعة آلموت، ليظهر ولاءه المطلق. اعتنق الصبّاح الإسماعيليّة مذهبا وهو في السابعة عشرة من عمره، وفي سنة 1078 سافر إلى مصر أيام الدولة الفاطميّة، ومكث فيها نحو ثلاث سنوات شهدت وفاة المنتصر بالله، وانشقاق الفاطميّين بين من أيّد ابنه نزارا (أبي المنصور)، ومن بايع أخاه أبا القاسم أحمد (الذي عرف لاحقا بالمستعلي). رأى الصبّاح– الذي كان يعمل في ديوان الحكم الفاطمي يومها – أنّ نزارا هو الإمام الشرعيّ بعد رحيل أبيه، لكنّ إعدامه في أحد سجون الإسكندرية بعد سحق ثورته جعل أنصاره يقولون إنّه لم يمت، وإنّما غُيّب، وسيظهر من جديد. لم يُنصّب الصبّاح نفسه إماما بل نائبا عن الإمام المُغيَّب إلى حين عودته، وقد اتّخذ من هذا الموقع مقاما لبناء دولته. 

اعتُقل في مصر، وبعد نفيه عنها، نُقل إلى أفريقيا ولكن مركبه تحطم فتوجه إلى حلب وبعدها بغداد حتى وصل أصفهان في 10 يونيو/حزيران 1081. جال في البلدات الصغيرة في بلاد فارس، واستقرّ في مدينة دامغان (شمال شرق طهران اليوم)، وحوّلها إلى مقرّ له ولأتباعه. أرسل أحد أعوانه لنشر الدعوة في حلب، التي كان يحكمها يومئذ الملك السلجوقي رضوان بن تتش، فنجح الصبّاح في استمالته، وبعد وفاة الأخير تولّى ابنه الحكم في حلب، وطارد أتباع الصبّاح نفيا واعتقالا وتهجيرا، تنفيذا لرغبة السلطان السلجوقي محمّد بن ملكشاه. لجأ الصبّاح إلى قلعة آلموت الحصينة، وهي تعني بالفارسية "وكر العقاب"، وكان موضعها وسط جبال البرز جنوب بحر قزوين. دخلها في سبتمبر/أيلول 1090، ولم يخرج منها حتّى وفاته. قضى في آلموت قرابة 35 عاما، لا يخطّط فيها لنشر الدعوة فحسب بل لشنّ سلسلة من الغزوات العسكرية نحو القلاع المجاورة. جنّد آلاف الشباب، وتمكّن من احتلال قلعة لمبسر الاستراتيجيّة التي مكّنته من الاستيلاء على كامل منطقة رودبار جنوب إيران، وسيطر على منطقة كوهستان الجبليّة على حدود دولتي إيران وأفغانستان اليوم، وأدخلها في الإسماعيلية. من آمن بدعوته أو اتّبعه كرها من السلاجقة سلم، ومن عارضه قُتل هو وعائلته، وصُودرت أملاكه وأرزاقه.

 لقد استطاع هذا الشيخ بطرقه السحرية أن يغري قومه بأن يعبدوه وهو يؤكد أن أسعدهم  مآلا هم الذين يسفكون دماء الآخرين

أرنولد لوبيك

وقد وصفه مبعوث الإمبراطور الروماني فريدريك الأول عندما زار سوريا ومصر سنة 1175: "يوجد عند تخوم دمشق وأنطاكية وحلب جنس معين من العرب يعيشون في الجبال ويسمون أنفسهم الحشاشين. هذه السلالة من رجال يعيش أفرادها بلا قانون وفي الجبال في شبه منعة كاملة وراء أسوار قلاعهم الحصينة. ولهم سيّد يلقي أشد الرعب في قلوب كل الأمراء العرب القريبين والبعيدين على السواء". فيما وصفه المؤرخ الألماني المعاصر أرنولد لوبيك Arnold of Lübeck بالقول: "لقد استطاع هذا الشيخ بطرقه السحرية أن يغري قومه بأن يعبدوه وهو يؤكد أن أسعدهم مآلا هم الذين يسفكون دماء الآخرين".

تخيلات

انطلقت حملات سلجوقيّة عسكرية لمحاربته- باءت كلّها بالفشل - وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1092 ردّ حسن الصبّاح باغتيال الوزير السلجوقي الأشهر نظام الملك في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند. كان نظام الملك عالما وفقيها وأديبا، وله يعود الفضل في إنشاء "المدارس النظاميّة"، ولكنّه كان معارضا للصبّاح منذ قدومه مصر في مطلع شبابه. كان قاصدا بغداد، فمرّ بقرية قريبة من نهاوند، ونزل فيها لتناول إفطار رمضان، فاقترب منه أبو طاهر الأراني، أحد رجالات حسن الصبّاح، مدّعيا أنّه سائل أو زاهد، وأخرج سكّينا، وطعنه حتّى الموت.

حسن الصباح في رحلات ماركو بولو

وقد أثارت هذه الحادثة موجة من التخيلات الأدبية، كانت بدايتها مع الكاتب والشاعر البريطاني إدوارد فيتزجيرالد، مترجم "رباعيات الخيام" إلى اللغة الإنكليزية سنة 1859. أدعى فيتزجيرالد في مقدمة كتابه أن علاقة قديمة كانت تربط الصباح بنظام الملك مذ كانا صغيرين، ومعهما الشاعر الفارسي الكبير عمر الخيّام، وهي القصة ذاتها التي ظهرت في رواية "سمرقند" للأديب اللبناني أمين معلوف سنة 1988. يقول فيتزجيرالد إن هؤلاء الثلاثة تعهدوا بعضهم بعضا بأنه إن سبق أحدهم الآخرين إلى منصب أو جاه، بأن ينصر رفيقيه حينما يستطيع.

ويقول الكاتب البريطاني إن نظام الملك عند تعيينه وزيرا دعا رفيقيه القديمين وعرض عليهما ولاية الأقاليم في الدولة السلجوقية، احتراما لعهده القديم، ولكن الخيّام رفض لأنه لم يكن يرغب في تحمل أعباء المسؤولية (وهو غير صحيح لأنه عمل مستشارا في البلاط) في حين رفض الصبّاح لأن طموحه كان أكبر من ذلك بكثير. وهذا ما جعله منافسا لنظام الملك ومع الوقت، عدوا له.

Al_hashashashin_2024 – FILM STILLS
مشهد من مسلسل "الحشاشين"

يأتي مسلسل "الحشاشين" ليؤكد هذه الرواية المشكك فيها تاريخيا، وهو ما ينفيه المؤرخ السوري عمّار النهار، الرئيس السابق لقسم التاريخ في جامعة دمشق، بالقول لـ"المجلة": "بناء على التباين في أعمار أبطال هذه الحكاية، ونشأتهم في أماكن مختلفة، فهذه حكايات خيالية لا تستند إلى مصادر تاريخية. ثم إن أول من ذكر العلاقة بين حسن الصبّاح وعمر الخيام هو مؤرخ المغول رشيد الدين فضل الله الهمذاني في كتابه "جامع التواريخ".ووفاة رشيد الدين كانت سنة 718 للهجرة، بينما كانت وفاة عمر الخيام سنة 517 للهجرة، أي إن ما كتبه الهمذاني كان بعد قرابة قرنين من الزمان من أحداث هذه الشخصيات".

ويضيف النهار: "أما عن علاقة الدراسة صغارا بين حسن الصبّاح ونظام الملك فهي مستبعدة جدا عقليا، فولادة الصبّاح كانت سنة 428 للهجرة على الأرجح، بينما كانت ولادة نظام الملك سنة 408 للهجرة، فالفارق بينهما قرابة عشرين سنة!".

 بناء على التباين في أعمار أبطال هذه الحكاية، ونشأتهم في أماكن مختلفة، فهذه حكايات خيالية لا تستند إلى مصادر تاريخية

عمار النهار

وحتى أمين معلوف في "سمرقند" لا يبتعد عن هذا المنحى، إذ يعتبر الصداقة بين الثلاثة بمثابة الأسطورة:

"تدور في الكتب أسطورة تتحدث عن ثلاثة أصدقاء من الفرس طبع كلّ  منهم بطريقته بدايات أعوامنا الألف: عمر الخيام الذي رصد العالم، ونظام الملك الذي حكمه، وحسن الصباح الذي أرهبه. ويقال إنهم طلبوا العلم معا في نيسابور، وهو ما لا يمكن أن يكون صحيحا، فنظام الملك أكبر من عمر بثلاثين عاما، وحسن درس في الريّ، وربما طلب بعض العلم أيضا في مسقط رأسه قم، ولم يكن ذلك بالتأكيد في نيسابور" (ترجمة عفيف دمشقية). 

اغتيالات

عدّ الصبّاح مقتل نظام الملك "بداية البركة" له ولأنصاره، ومنها انطلق بسلسلة اغتيالات تضمّنت محاولة فاشلة لقتل صلاح الدين الأيوبيّ. تنوّعت أساليب الاغتيال، بين القتل المباشر بالخنجر طعنا، أو بالسهام السامّة من بعد. وقد شملت قائمة الاغتيالات أمير حمص جناح الدولة سنة 1103، الذي قتل أثناء صلاة الجمعة، وحاكم الموصل مودود بن التونتكين، والوزير الفاطميّ الأفضل شاهنشاه عام 1121، وعاشر الخلفاء الفاطميّين الحاكم بأمر الله سنة 1130، إضافة إلى عدد من الأجانب، كان أبرزهم ريموند الثاني، كونت طرابلس وأمير الجليل وطبريا، وكذلك أمير مملكة القدس اللاتينية كونراد أوف مونتفيرات سنة 1192. لم تفرّق اغتيالات"الحشّاشين" بين كبير وصغير، وعاشت أطول من حسن الصبّاح نفسه، قرابة 200 سنة، قبل أن تتوقّف مع دخول المغول قلعة آلموت سنة 1256، حيث قضوا على جماعة الصبّاح ودمروا ضريحه الذي كان قد تحول إلى مزار.

لم يخترع الحشاشون الاغتيال السياسي، فهو موجود منذ بداية التاريخ، ولكنهم طوروه ونظّموه وجعلوه في يد عسكريين محترفين، بعدما كان في الماضي محصورا في يد أفراد أو مجموعات صغيرة غير مدربة ولا منظمة. أراد الصباح، بالاغتيال السياسي، أن يرهب أعداءه وأصدقاءه معا، وقد سوغ اغتيالاته بأنها استكماللما جاء في التاريخ الإسلامي منذ مقتل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان، معتبرا أن قتل الحاكم مشروع من الناحية الشرعية والسياسية الإيمانية أيضا. 

أمّا حسن الصبّاح نفسه، فيفيد بعض المصادر التاريخية بأنه توفّي رجلا طاعنا في السن في قلعته، عن عمر ناهز 87 عاما يوم 12 يونيو/حزيران 1124.

font change

مقالات ذات صلة