إيريك كالدروود باحث وأكاديمي أميركي يدرس الأدب المقارن في جامعة إلينوي، في أوربانا-شامبين، يركز في أبحاثه على الأدب والسينما في شمال أفريقيا، وعلى الدراسات الأندلسية، ونظرية ما بعد الاستعمار، ودراسات البحر الأبيض المتوسط. حصل على البكالوريوس من جامعة براون في عام 2003 وعلى درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 2011.
من أبرز كتبه "الأندلس في اللقاء الاستعماري الإسباني- المغربي" (2018)، "على الأرض أو في القصائد: الحيوات الكثيرة للأندلس" (2023)، يستكشف فيهما الذاكرة الثقافية للأندلس وأثرها العميق في الهويات السياسية في البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي.
هنا حوار معه حول كتابه المهم والمثير للجدل "على الأرض أو في القصائد: الحيوات الكثيرة للأندلس"، الصادر عن جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية.
ما الـذي دفعك إلى تأليف كتاب "على الأرض أو في القصائد: الحيوات الكثيرة للأندلس"، وبماذا يختلف هذا الكتاب عن الكتب الأخرى التي تدرس الموضوع؟
الكتاب محاولة لفهم معاني الأندلس واستخداماتها المتنوعة في الثقافة المعاصرة. لا يتساءل الكتاب: ماذا كانت الأندلس؟ بل ما الذي تفعله الأندلس؟ بمعنى آخر، يهدف إلى استكشاف كيفية إبداع الأندلس للمعنى وكيف ألهمت الفن والنشاط في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى. كما يسعى إلى فهم كيف ساعدت الأندلس الكتاب والفنانين والمجتمعات المختلفة على فهم العالم والتعبير عن الهويات الثقافية. يطمح الكتاب أيضا إلى إيضاح كيف شكلت ذكرى الأندلس الثقافة في مختلف أنحاء العالم اليوم.
إن إحدى السمات المميزة للكتاب هي بنيته. فأنا، على عكس باحثين آخرين درسوا الموضوع لا أراعي التسلسل الزمني، أو سياق الأمة. عوضا عن ذلك أنظم الكتاب من ناحية الموضوع. يحدد كل فصل فيه أحد المعاني أو الاستخدامات المحددة للأندلس في الأزمنة الحديثة. أستقصي في الفصلين الأولين كيف تقاطعت النقاشات حول الأندلس مع نقاشات حول العرق والسلالة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة في المجادلات التي دارت حول بناء الهويتين العربية والأمازيغية. وفي الفصل الثالث أنتقل من الهويات العرقية إلى الهويات الجندرية كي أظهر كيف حفزت ذكرى الأندلس المحادثات حول " النسوية" بين الكتاب العرب والمسلمين. وفي الفصل الرابع أركز على ساحة أخرى للصراع السياسي وأتناول الاستخدامات المتنوعة للأندلس في الثقافة الفلسطينية الحديثة حيث خدمت الأندلس كاستعارة للتفكير بفلسطين وبالمستقبل الفلسطيني.