ما بين التحركات الروسية الهادفة إلى إجهاض مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، والمساعي المستمرة لإحياء مشروع "دولفين" لنقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر تركيا، والمحاولات لمزاحمة المشروع، يواجه مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء "تي. أس. جي. بي." الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر الجزائر، تحديات كبيرة على الرغم من أهميته الاقتصادية والاستراتيجية.
تبرز مجموعة من التساؤلات منها: ما الأهمية الاقتصادية لنقل الغاز الطبيعي الجزائري عبر الأنابيب؟ وما التحديات التي تعترض تنفيذ هذا المشروع الضخم؟ وما الدوافع الحقيقية وراء محاولات تحريف مسار المشروع؟
من المؤكد اليوم أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الممتد من الجزائر العاصمة إلى لاغوس النيجيرية، ينطوي على منافع اقتصادية كبيرة للفاعلين الرئيسيين فيه. تتوزع هذه الفوائد بين مصالح مباشرة وأخرى غير مباشرة، إذ تُعدّ نيجيريا، التي تتصدر قائمة الدول الأفريقية من حيث احتياطيات الغاز في أفريقيا والمقدرة بـنحو 5,94 تريليونات متر مكعب وفق بيانات حديثة نشرتها "وحدة أبحاث الطاقة"، من أبرز المستفيدين. فهي ستكون قادرة على ضخ 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا عبر الأنبوب، وهو ما يعزز عائداتها المالية وينعكس إيجابا على اقتصادها المحلي الذي يئن تحت وطأة ارتفاع التضخم وأزمة سعر صرف العملة، وضعف النمو الاقتصادي، فضلا عن تفاقم الديون الداخلية والخارجية لا سيما من البنك الدولي وصندوق التنمية الأفريقي.