في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه أفريقيا، تمثل محطات الطاقة النووية العائمة حلا مبتكرا لتوفير الكهرباء بفاعلية ومرونة. تسعى بلدان القارة إلى استغلال هذه التكنولوجيا، بدعم من قوى كبرى كروسيا، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة ودفع عجلة التنمية المستدامة، مع تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحقيق أمن الطاقة.
يطمح العديد من بلدان القارة الأفريقية إلى إقامة محطات طاقة نووية، سواء ثابتة أو عائمة، كأحد الحلول الواعدة والمبتكرة لمواجهة شح الطاقة الذي تعاني منه القارة وسط تحديات كبيرة خلال العقد الحالي. وتأتي هذه التحديات نتيجة التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى التي تشهدها القارة، إضافة إلى الأزمات الجيوسياسية العالمية المستمرة. وتبرز هذه المساعي كخطوة محمودة تسعى من خلالها القارة إلى إيجاد مخارج لأزماتها، بما يساهم في توفير طاقة آمنة، رخيصة، ومستدامة، تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتُجنّب تقلب أسعاره.
وتُعَد الطاقة النووية، التي تُصنَّف كمصدر من مصادر الطاقة غير المتجددة، حلا واعدا لأزمة الطاقة، وأحد العوامل المهمة لجذب الاستثمارات في ظل الطلب المتزايد على الطاقة مع تزايد عدد السكان وتوسع الاقتصادات في أفريقيا. وفي الوقت الذي يفتقر فيه بعض البلدان الأفريقية إلى الإمكانات المالية أو التكنولوجية اللازمة لبناء محطات طاقة تقليدية، تبرز الطاقة النووية العائمة كضرورة قصوى لتلبية الطلب المتزايد في ظل نقص موارد الطاقة التقليدية. هذه التحديات تؤثر في شكل مباشر في حياة الأفراد والقطاعات الإنتاجية والصناعية في القارة، مما يدفع العديد من البلدان الأفريقية إلى البحث عن حلول بديلة ومستدامة.
ومن بين هذه الحلول محطات الطاقة النووية السلمية، التي تقدمها بعض البلدان الكبرى مثل روسيا. إلا أن الطريق إلى تنفيذ هذه المشاريع ليس سهلا، إذ يواجه العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها لضمان نجاحها واستدامتها، وخصوصا في ظل التحولات التي تعيد تشكيل خريطة مراكز القوة في قطاع إمدادات الطاقة العالمي، إلى جانب التوجه نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري للحد من الانبعاثات الكربونية.
المحطات العائمة حل مرن لتلبية الحاجات
تُعتبَر محطات الطاقة النووية العائمة الحل الأمثل لأزمة الكهرباء في أفريقيا، حيث يمكن أن تُعَد بديلا بيئيا فاعلا يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كذلك تتيح تجاوز العقبات المرتبطة ببناء محطات طاقة نووية ثابتة، فضلا عن إمكان نقلها إلى مواقع مختلفة حسب الحاجة، مما يوفر مرونة أكبر لتلبية احتياجات الطاقة في مناطق متعددة من القارة.