وجاء في موقع "أكسيوس" أن "قطاع السيارات الأميركية يعيش حالا من التخبط بعد إعلان ترمب فرض تعريفات بنسبة 25 في المئة على السيارات وقطع الغيار المستوردة". فقد توقفت شركة "ستيلانتس" عن الإنتاج في كندا والمكسيك. وشرعت "فورد موتورز" في خفض الأسعار. وأعلنت "جنرال موتورز" التوجه نحو إنتاج الشاحنات الكبيرة، بينما قالت "فولكسفاغن" إنها ستفرض رسوم الاستيراد على المشترين. وخفضت شركة "تويوتا موتور" العمل الإضافي في مصنعها في المكسيك، وقالت "فيراري" الرياضية إنها سترفع الأسعار 10 في المئة. وبدأت "مرسيدس بنز" في سحب سياراتها المنخفضة التكلفة من السوق الأميركية، والتركيز على الموديلات الفارهة فقط.
نحن أميركيون منذ 120 سنة
وقال توماس كينغ، رئيس قسم البيانات والتحليلات في مؤسسة "جي. دي. باور" في منتدى السيارات في نيويورك إنه "في هذه المرحلة ليس أمام شركات صناعة السيارات مجال كبير للمناورة، غير تلقي الضربات التجارية، أو نقل تكاليف التعريفة الجمركية إلى المستهلكين".

وقال السويدي أولا كالينيوس رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لمجموعة " دايملر أي. جي." المصنعة لموديلات مرسيديس بنز" "نحن في الولايات المتحدة منذ 120 سنة، نوظف 11 ألف شخص، وإذا جمعنا كل الشركاء والموردين فإننا نشغل 150 ألف شخص. نشعر بأننا أميركيون، نحن جزء من النسيج". وتملك "مرسيدس" وحدتي إنتاج في ولايتي ساوت كارولينا وألاباما. وتتخوف الشركة الألمانية من تطبيق تعريفات جمركية على العلامات الأوروبية داخل الأسواق الأميركية مما قد يقلص حجم المبيعات.
جدال ماذا يعني "صنع في أميركا"؟
تعيش صناعة السيارات في شمال القارة الأميركية على جدال ماذا يعني شعار "صنع في أميركا؟" طالما أن كل سيارات العالم تعتمد على مكونات خارجية في الإنتاج. وقالت "بلومبيرغ" إن "20 في المئة من موديلات 'فورد' ليست مصنوعة في الولايات المتحدة، كما أن مصانع 'تسلا' في كاليفورنيا وتكساس تعتمد بنسبة 40 في المئة على مكونات وأجزاء السيارات المنتجة في شنغهاي في الصين، التي تحولت إلى مصنع العالم الذي لا يمكن منافسته، حيث تنتج ثلث مجموع السيارات المبيعة في العالم، وأصبحت أول سوق للسيارات الكهربائية".
اجتياح مبيعات السيارات الكهربائية الصينية
حملت بيانات الربع الأول من السنة الجارية أخبارا غير سارة للإدارة الأميركية، فقد باعت الصين نحو 2,4 مليون سيارة كهربائية غالبيتها داخل السوق الأوروبية والأميركية بزيادة 17 في المئة، بينما لم تتجاوز مبيعات الولايات المتحدة نصف مليون سيارة. وتراجعت حصة الاتحاد الأوروبي 6 في المئة من بيع 900 ألف سيارة. وشهد الإقبال على السيارات الكهربائية نموا عالميا ملحوظا تجاوز 4 ملايين سيارة خلال الشهور الأولى من السنة بزيادة 35 في المئة، ويتوقع أن يتجاوز 20 مليون سيارة كهربائية في نهاية العام.

وتكبدت مجموعة "ستيلانتيس" الأوروبية - الأميركية لصناعة السيارات أكبر الضربات، حيث تراجعت مبيعاتها بـ17 في المئة، وتقلصت أرباحها 70 في المئة إلى 5,5 مليارات يورو فقط نهاية العام حسب "بلومبيرغ". وخلال الربع الأول انخفض الطلب على موديلات المجموعة 9 في المئة، ولم تُسوق سوى 1,2 مليون سيارة بسبب المنافسة الصينية القوية، مما دفع المجموعة الصناعية إلى تغيير رئيس مجلس الإدارة كارلوس تافاريس الاسباني وتعيين الايطالي أنطونيو فيلوزا خلفا له. وقررت الشركة إعادة فتح مصنع دوندي (Dundee) في ولاية ميتشيغان لإنتاج سيارات بيك أبPickup المطلوبة داخل الولايات المتحدة .
المستهلك سيتحمل عبء الرسوم
وتُصنع أجزاء من السيارات المبيعة أو المُصنعة داخل أميركا في مصانع خارج الولايات المتحدة، ومنها دول يرغب ترمب في فرض رسوم مرتفعة عليها.. وهذا احد أسباب شد الحبل المرتقب بين الرئيس والقضاء الأميركي حول التجارة الخارجية وتفسير بنود الدستور. وهي معركة متوقعة داخل الكونغرس عند اقتراب موعد الانتخابات النصفية.
وقال "غولدمان ساكس" إن "صافي أسعار السيارات سيزيد من 2000 إلى 4000 دولار، وقد يصل إلى 6000 دولار نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة". وتوقعت وكالة "ميليمتري" الاستشارية انخفاض سوق مبيعات السيارات داخل الولايات المتحدة وكندا بنحو مليوني وحدة في الشهور المقبلة. وقد تكون ضربة موجعة لصناعة السيارات في العالم، التي بلغت 90 مليون عربة العام المنصرم، من بينها أكثر من 31 مليون سيارة صنعت في الصين.