صحف ايران... المواجهة مع إسرائيل مستمرة

مقالات وتحليلات في وسائل إعلام طهران

أ ف ب
أ ف ب
"سنجعلكم بلا مأوي" عنوان صحيفة إيرانية بعد قصف تل أبيب

صحف ايران... المواجهة مع إسرائيل مستمرة

لندن- تستمر المواجهة العسكرية والتصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، وتستمر معها التحليلات والآراء والتأويلات والتهديدات بشأن هذه الحرب في إيران.

في هذا الصدد نقلت وكالة أنباء "دفاع برس" (وكالة أنباء حكومية تابعة لمؤسسة "صيانة قيم الدفاع المقدس ونشرها". و"الدفاع المقدس" مصطلح رسمي يطلق على فترة الحرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988) نقلت تصريحات نائب قائد "الحرس الثوري" للشؤون السياسية الجنرال يد الله جواني الذي قال إن "دخول أنواع أخرى من المقاتلات والمسيرات على غرار مسيّرات (آرش) إلى خط الحرب يدل على أن معادلة الحرب تتغير وأن الجمهورية الإسلامية تملك تجهيزات وإمكانيات تدخلها شيئا فشيئا في ساحة الحرب".

وتابع جواني أن "الصهاينة ارتكبوا خطأ في حساباتهم باستهداف إيران"، وأن "العدو سيدرك حجم القدرات الدفاعية الإيرانية في ساحة الحرب"، قائلا: "نحن سننتصر في هذه الحرب بفضل الروح الحماسية للجيش والحرس الثوري ومحور المقاومة وأن الكيان الصهيوني سيمنى بالخسارة. كان الكيان الصهيوني يتصور أنه قادر على إزالة التهديد الإيراني، غير أن الكيان الصهيوني بات في طريقه للانهيار بعد الهجمات الصاروخية للجمهورية الإسلامية... كلمة الفصل في ساحة الميدان وقد أثبتت غزة أنه يمكن الوقوف بوجه إسرائيل. ونجحت اليمن في الوقوف بوجه الولايات المتحدة التي باتت عاجزة أمام اليمن".

ودعا الكاتب صادق ملكي في مقال بعنوان "كلمة السر التي تم الكشف عنها تحت غطاء مفاوضات يوم الخميس" في موقع "دبلوماسي إيراني" التحليلي إلى ضرورة "التحلي بالحكمة والعزة والمصلحة خلال الحرب مع إسرائيل" بهدف "تجاوز التحدي الأخطر في التاريخ المعاصر الإيراني بعزة وثبات". وأضاف: "يبدو أن طهران قادرة على الرد المتكافئ على تل أبيب وإدارة الحرب بشكل يؤدي الى تقليص الخسائر في البلاد إلى الحد الأدنى... حان الآن وقت إدارة الحرب من خلال القوة المبنية على التدبير، وليس الوقت مناسبا للغوص في الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن. تم ترسيم سيناريو متعدد الأبعاد واستراتيجيات على الأصعدة المختلفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول مرورا بتحييد "حزب الله" في لبنان وسقوط الأسد والتطورات في العراق إلى يومنا هذا الذي دخلنا فيه إلى أسوأ الأبعاد... بالرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان استراتيجيتان ولكن على إيران أن لا تحول الحرب القائمة إلى حرب بين إيران وأميركا. يجب أن نتحلى بالعقلانية ونستخدم القوة غير أن الشعب يمثل أهم سند للنظام".

"يبدو أن طهران قادرة على الرد المتكافئ على تل أبيب وإدارة الحرب بشكل يؤدي الى تقليص الخسائر في البلاد إلى الحد الأدنى"

وكتب الدبلوماسي السابق والعضو السابق في وفد التفاوض النووي الإيراني سيد حسين موسويان مقالا في موقع "جماران" الإخباري بعنوان "أمور حول الحرب الإسرائيلية على إيران" قال فيه: "يعتبر العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران بعد يوم واحد من مهلة شهرين أعطاها ترمب لإيران حول المفاوضات النووية انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية ولا يمكن التعويض عنه فقط من خلال إصدار بيانات الإدانة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. لقد جاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران بالتنسيق المسبق مع قادة (الناتو) وبضوء أخضر من قبل الولايات المتحدة و(الناتو). لذا فإن (الناتو) يدافع عن إسرائيل إزاء الهجمات العسكرية المتبادلة مع إيران. ويعد (الناتو) طرفا في الحرب ضد إيران بشكل مباشر أو غير مباشر. حاولت إسرائيل منذ بدء المفاوضات النووية مع إيران في 2003 إفشال المفاوضات وتدمير المنشآت النووية الإيرانية وتوريط الولايات المتحدة و(الناتو) في الحرب مع إيران. لقد خاطب أحد قادة الموساد في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2011 المندوب الإيراني في الوكالة آنذاك بأن إسرائيل هي الطرف الرئيس لإيران في المفاوضات النووية وليس دول 5+1". 

أ ف ب
متظاهرون في طهران ينددون بالهجوم الاسرائيلي في 14 يونيو

وتابع موسويان: "نجحت إسرائيل في إفشال المفاوضات النووية وخسرت مجموعة 5+1 مصداقيتها. إن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية هو هجوم دولة تملك القنبلة النووية على دولة لا تملكها. وهذا يثبت حقيقة أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبحتا غير مجديتين. يؤدي الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية دون أدنى شك إلى التحول في الاستراتيجية النووية الإيرانية. لقد مهدت إسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية الطريق لهذا التحول النووي في إيران. يتمثل الهدف الرئيس لإسرائيل من شن الحرب المركبة الجديدة على إيران في بث عدم الاستقرار والاضطرابات وحتى تفكيك إيران. ستؤثر نتيجة هذه الحرب بشكل كبير على مستقبل المعادلات في الشرق الأوسط. لقد ارتكب (الناتو) وأميركا خطأ استراتيجيا من خلال إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل. وستؤثر نتيجة هذه الحرب بشكل كبير على دور قوى معسكر الشرق ومعسكر الغرب في الشرق الأوسط".

إيران تمالكت نفسها خلال العامين الماضين وتبنت سياسة ردة الفعل على الفعل. كان الصبر سمة بارزة في تعامل إيران الدبلوماسي والدولي غير أنه ومن دون أدنى شك فإن العدوان على إيران لن يمر مرور الكرام

ورأت صحيفة "سياست روز" في افتتاحيتها يوم الأحد (15 يونيو/حزيران) أن "الوقت قد حان الآن لتستخدم إيران بعض خياراتها التي كانت وما زالت لديها منذ سنوات. إيران لديها التفوق العسكري والصاروخي وهما من أدوات الضغط. ويمثل إغلاق مضيق هرمز خيارا آخر بهدف ممارسة الضغط الاقتصادي على كافة الأطراف. لقد بدأت هذه الحرب ونحن بحاجة لمبادرات جديدة. إغلاق مضيق هرمز إحدى هذه المبادرات التي يعرف العدو أنه يحمل تداعيات مدمرة عليه وعلى الأطراف الأخرى. الخيار التالي هو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (إن بي تي). وقد التزمت إيران بهذه المعاهدة طوال هذه السنوات غير أن استمرار الهجمات الوحشية للكيان الصهيوني يبدد أية ضمانات لعدم استخدام هذا الكيان للأسلحة النووية. إنهاء التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خيار إيراني يجب تنفيذها".
وکتب ميخائيل دياني الخبير السياسي مقالا بعنوان "الحرب وأمور عديدة" في صحيفة "فرهيختكان" أن "إيران تمالكت نفسها خلال العامين الماضين وتبنت سياسة ردة الفعل على الفعل. كان الصبر سمة بارزة في تعامل إيران الدبلوماسي والدولي غير أنه ومن دون أدنى شك فإن العدوان على إيران لن يمر مرور الكرام ويجب الرد عليه بأشد وجه. كلما زادت كلفة الحرب على إسرائيل قلصت عدوانها. إن الرد العسكري على إسرائيل أمر متفق عليه في المجتمع الإيراني وبين كافة القوى السياسية في البلاد ورأينا ذلك في البيانات الصادرة عن المرشد ومحمد خاتمي (رئيس إيران الأسبق في فترة الإصلاحات) والبيان الصادر عن حزب "كاركزاران" (فصيل الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني). كل هذه الشخصيات والقوى تأخذ الحيطة دوما في الرد العسكري ولكنها تؤكد الآن وبصوت واحد على ضرورة الرد العسكري المناسب. أخطأت الولايات المتحدة وإسرائيل في حساباتهما عندما تصورتا أنه يمكن تدمير كل القدرات الدفاعية والقيادات الرئيسة غير أن المرشد قالها أن الكيان الصهيوني ارتكب خطأ كبيرا وأن تداعيات هذا الخطأ ستجعل الكيان بائسا. سينصدم الكيان الصهيوني من الرد الإيراني الصاروخي القادم من الغواصات. هذه حرب مفروضة علينا. هم بدأوا الحرب ولدينا حق مشروع للدفاع. ساهمت حسابات الكيان الصهيوني الخاطئة وأسلوبه الوحشي في المنطقة في بدء الحرب الجارية. نملك الميدان وسننهي الحرب بالشكل الذي نريد. تريد إسرائيل بث الرعب في المجتمع ولذلك يجب التحلي باستراتيجية الوحدة الوطنية لأننا في حالة حرب. لا يفرق الكيان الصهيوني بين النظام والشعب الإيراني لأنه قتل في هجماته الكثير من المدنيين".

font change