ما بعد "الأسد الصاعد"… ما هي "ساحات المواجهة" بين إيران وإسرائيل؟

هل انحاز ترمب نهائيا إلى "صقور" إدارته؟

أ.ف.ب
أ.ف.ب
تصاعد دخان من موقع استهدفته غارة إسرائيلية في العاصمة الإيرانية طهران في الصباح الباكر من 13 يونيو 2025

ما بعد "الأسد الصاعد"… ما هي "ساحات المواجهة" بين إيران وإسرائيل؟

مع الهجوم الإسرائيلي الواسع وغير المسبوق على إيران، والذي أعقب موجة التهديدات المتبادلة غير المسبوقة أيضا بين واشنطن وإيران خلال الساعات الـ 48 الماضية، يصح القول بحق إن المنطقة تنام على شيء، وتصحو على شيء آخر تماما.

صحيح أنه ما كان يمكن، ومنذ استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران في أبريل/نيسان الماضي، استبعاد انهيار هذه المفاوضات، وذهاب دونالد ترمب لتنفيذ تعهده بتوجيه ضربة عسكرية لإيران أو السماح لإسرائيل بتوجيه مثل هذه الضربة، في حال فشلت المفاوضات. لكن اللافت الآن أن الهجوم الإسرائيلي فجر الجمعة جاء قبل إعلان فشل المفاوضات في وقت أنه كان من المتوقع أن تستضيف عمان الجولة السادسة من المفاوضات الأحد. لكن كان من الواضح خلال اليومين الماضيين أن المناخ الإيجابي الذي رافق الجولات الخمس الماضية لهذه المفاوضات، وبدفع من كلا الجانبين، انقلب بسرعة، ومن دون تمهيد يذكر إلى عكسه، مع ارتفاع مخاطر تبادل الضربات بين واشنطن وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، أو بالأحرى توجيه إسرائيل ضربة للمنشآت النووية الإيرانية بغطاء أميركي طبعا، وهذا كان الخيار الأكثر ترجيحا في حال خرج التصعيد الأخير عن إطار التهديدات المتبادلة، قد خرج بالفعل مع الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية (أبرزها نطنز) وعسكرية إيرانية، كما أدى إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء نويين إيرانيين، أبرزهم حسين سلامي قائد "الحرس الثوري"، غلام رشيد قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي، وكذلك رئيس الأركان محمد باقري، كما تتضارب المعلومات بشأن مصير علي شامخاني مستشار المرشد علي خامنئي، إذ ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حالته حرجة، وكل هذه الاغتيالات تؤكد حجم الاختراق الإسرائيلي للداخل الإيراني وهو ما أكدته إسرائيل بإعلانها أن خلايا لـ"الموساد" عملت داخل إيران قبل الهجوم الكبير.

وكان موقف ترمب، مساء الخميس، قد عزز هذا السيناريو ورجحه إلى حد كبير بقوله إنه من المرجح جدا أن تُوجه إسرائيل ضربة لإيران، مضيفا أنه لا يريد أن يقول إن هذه الضربة "وشيكة"، لكن ذلك يبدو "أمرا قابلا للحدوث". وكان ترمب قد أكد قبل ذلك بساعات أنه بات أقل ثقة تجاه موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، بموجب اتفاق مع واشنطن، وأعلن الأربعاء أنّ إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط، لأنه قد يكون مكانا "خطرا".

كما كان قائد "القيادة الوسطى الأميركية" قد أعلن أنه قدّم لترمب ووزارة الدفاع، خيارات للتعامل عسكريا مع طهران، إذا ما فشلت المفاوضات. وهو إعلان استدعى ردا سريعا من وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، الذي قال: "في حال لم تصل المفاوضات إلى نتيجة، وحاول البعض فرض مواجهة ضدنا، فإن خسائر الطرف الآخر، ستكون أكبر من خسائرنا بالتأكيد". وأضاف: "وفي هذه الحالة، ستضطر الولايات المتحدة إلى مغادرة المنطقة، لأن جميع قواعدها في متناول أيدينا... وسنستهدفها جميعا في الدول المضيفة".

ما زاد الأمور تعقيدا، هو اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قرارا يدين إيران بـ"عدم الامتثال" لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي

ما زاد الأمور تعقيدا، هو اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قرارا يدين إيران بـ"عدم الامتثال" لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، في تحذير جديد قبل إحالة الملف إلى الأمم المتحدة، وهو ما قد يفتح الباب أمام تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الأممية، أي العودة إلى المربع الأول، في المواجهة بين الغرب وإيران، بخصوص برنامجها النووي. وقد جاء رد طهران سريعا إذ كشفت، الخميس، عن استعدادات جارية لتشغيل منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم. في تحدٍّ واضح لقرار  الوكالة.

بيد أنه وفي مقابل كل هذا التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران، أكد وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر البوسعيدي، الخميس، أن إيران والولايات المتحدة ستعقدان الجولة السادسة من المفاوضات، بشأن برنامج طهران النووي الأحد المقبل في مسقط. وهو ما كان من شأنه أن يعيد إنتاج مسار للتهدئة بين الجانبين، إلا أن الهجوم الإسرائيلي والذي أبلغت به واشنطن قبل حدوثه أعاد خلط الأوراق خصوصا بعد إعلان طهران عدم نيتها المشاركة في مفاوضات الأحد. مع العلم أن وسائل إعلام أميركية، كانت قد نقلت في وقت سابق عن مسؤولَين في إدارة ترمب، أن انعقاد هذه الجولة السادسة أصبح "أمرا غير مرجح".

أ.ف.ب
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُعلن عن إطلاق عملية عسكرية ضد إيران في بيان مُصوّر في 13 يونيو

لكن أيا يكن من أمر، سواء أجلت هذه المفاوضات لبضعة أيام أو لأسابيع أو سقطت نهائيا، وهذا لا يزال مستبعدا حتى الآن، فإن المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية انتقلت بعد عملية "الأسد الصاعد" إلى مستوى خطير وغير مسبوق في تاريخ الصراع بين الجانبين، بالتالي انتقل التركيز الآن إلى تقدير مآلات هذه المواجهة مع ترقب الرد الإيراني الذي بدأ بإطلاق مئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل والتي من المتوقع أن تصل خلال ساعات إلى الأجواء الإسرائيلية. لكن السؤال هو عن الحدود التي يمكن أن يبلغها رد إيران على الضربة الموجعة جدا التي تلقتها، وهل يقتصر على استهداف الأراضي الإسرائيلية أم أنه سيتوسع ليستهدف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار أن طهران قالت أن ردها "المشروع" سيكون في الرد المناسب، وهذا يترك المجال مفتوحا أمام تأجيل الرد الإيراني "المتناسب"، كما حصل في المرات السابقة وهذا يفتح الباب أم خفض التصعيد تدريجا والعودة إلى المسار التفاوضي الذي أوحى ترمب أنه مستعد له، وكأنه يقول إن الهجوم الإسرائيلي "استثناء" مرحلي في سياق هذا المسار المعقد.

في الواقع كان سيناريو الهجوم متوقعا بالنظر إلى تفاقم تعقيدات المفاوضات أكثر فأكثر، وبعدما باتت أدوات الضغط الأميركية والأوروبية المعتمدة حتى الآن عاجزة عن دفعها إلى الأمام، أي إلى بلورة اتفاق ولو جزئي بين واشنطن وطهران

لكن الهجوم الإسرائيلي وقبله مناخات التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران، أعاد التأكيد، وعلى نحو جدي أكثر من أي وقت مضى، أن ترمب ملتزم بتعهده توجيه ضربة عسكرية لإيران في حال فشلت المفاوضات، والعالقة بشكل رئيس عند مسألة استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، في وقت أن إسرائيل كانت حاسمة منذ بدء تلك المفاوضات، برفض هذا الأمر ملوحة هي الأخرى، بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، كان يحول دونها حتى فجر الجمعة غياب الضوء الأخضر الأميركي بشأنها، وهو ما كانت أكدته مجريات الاتصال الهاتفي، بين ترمب وبنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي. لكن إسرائيل أعلنت أن كل ذلك كان في إطار خطة لـ"تضليل إيران".

وكان التصعيد بين طهران وواشنطن خلال اليومين الماضيين، كان قد طرح سؤالا رئيسا حول متانة الخط الأحمر الأميركي، الذي يمنع حتى الآن إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لإيران، وما إذا كان هذا التصعيد مؤشرا إلى إمكان أن تجعل واشنطن خطها الأحمر ذاك متحركا بحيث تسمح لإسرائيل بتوجيه ضربة ضد إيران قبل جولة الأحد أو ربما بعدها، وهو ما حصل بالفعل.

أ.ف.ب
قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي الذي قتل بالهجوم الإسرائيلي على إيران، بحسب وسائل إعلام إيرانية في 13 يونيو 2025

في الواقع كان هذا السيناريو متوقعا بالنظر إلى تفاقم تعقيدات المفاوضات أكثر فأكثر، وبعدما باتت أدوات الضغط الأميركية والأوروبية المعتمدة حتى الآن عاجزة عن دفعها إلى الأمام، أي إلى بلورة اتفاق ولو جزئي بين واشنطن وطهران.

السؤال الثاني الذي كانت قد طرحته التهديدات المتبادلة بين طهران وواشنطن، هو إلى أي حد أصبحت إدارة ترمب منحازة للخيار الإسرائيلي للتعامل مع الملف النووي الإيراني، أي حرمان طهران من تخصيب اليورانيوم على أراضيها؟

لا يمكن إغفال أن اللحظة الراهنة كانت مؤاتية جدا، وبشكل غير مسبوق لواشنطن وتل أبيب، لتوجيه مثل هذه الضربة لإيران

هذا سؤال مفتوح، وبلا جواب حاسم حتى الآن، ولاسيما أن العرض الأميركي الأخير لطهران، والذي رفضه المرشد الإيراني علي خامنئي، كان يتكون من عدة مراحل، على أن يُسمح لإيران في المرحلة الأولى بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها، بنسب منخفضة وتحت الرقابة، كجزء من ترتيب مؤقت، وفي المقابل، تخفف الولايات المتحدة العقوبات، وتسمح بالإفراج عن الأموال المجمدة.

وفي المرحلة الثانية، وبعد إنشاء كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم، يضم إيران، والولايات المتحدة ودولا عربية (وخصوصا السعودية والإمارات)، تحصل إيران على إمكان الوصول إلى مادة مخصّبة، وفي الوقت ذاته، يُطلب منها التوقف عن التخصيب بنفسها، وهذا بحسب ما سربته الصحافة الإسرائيلية.

علما أنه يصعب الفصل بين التصعيد الأخير، وبين رفض خامنئي لعرض ترمب، وإن كان هذا الرفض لم يقفل باب المفاوضات، ولكنه زادها تعقيدا بطبيعة الحال، خصوصا أنه لا يمكن قراءة تفاعلات العرض الأميركي الأخير من زاوية أميركية حصرا، إذ كان من اللافت خلال الأيام القليلة الماضية، بروز التناقضات داخل إدارة ترمب، بين الجناح الذي يدعو إلى إبرام تسوية مع إيران، والذي يمثله ويتكوف، وبين ذاك الذي يمثله "الصقور" ويدعو إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني عسكريا.

أ.ب
صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية، تظهر منشأة نطنز النووية في إيران، في 24 يناير 2025

هذا اشتباك أساسي داخل إدارة ترمب، الذي كان يبدو قبل عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية منحازا لفريق التسوية، لكنّ التصعيد الأخير يوجب انتظار بعض الوقت، لمعرفة ما إذا كان موقف الرئيس الذي يطمح لأن يكون "رجل السلام" قد تبدّل.

وأيا يكن من أمر فإنه أصبح من باب أولى الآن، التفكير في سيناريوهات التصعيد العسكري بين أميركا وإسرائيل من جهة، وبين إيران من جهة ثانية. إيران التي كان برنامجها النووي أداة ردعها الرئيسة للمحافظة على نظامها من خلال تقديمها تنازلات "نووية" تتيح لها إبرام صفقات مع الغرب. أما الآن فقد تحول البرنامج النووي الإيراني، ولأول مرّة إلى مصدر الخطر الرئيس على إيران وذلك لسببين، الأول أن إيران لن تكون قادرة على تقديم تنازل يمنعها من تخصيب اليورانيوم على أراضيها، هذا في حال تحول ذلك إلى مطلب قطعي لإدارة ترمب، وهو ما ليس أكيدا بعد. السبب الثاني هو أن ترمب وبالرغم من "تفصيله" للتسوية مع إيران، إلا أنه الأكثر حزما بين الرؤساء الأميركيين في تهديد طهران، بتوجيه ضربة عسكرية لها، وهو ما أكده الهجوم الإسرائيلي فجر الجمعة.

كذلك لم يكن ممكنا إغفال أن اللحظة الراهنة مؤاتية جدا، وبشكل غير مسبوق لواشنطن وتل أبيب، لتوجيه مثل هذه الضربة لإيران، بعد تعطيل ساحاتها في كل من سوريا ولبنان، من خلال توجيه إسرائيل وبغطاء أميركي ضربات قاسمة لـ"حزب الله" أحالته إلى التقاعد من وظيفته الإقليمية الرئيسة، في تشكيل أداة الردع الخارجية الرئيسة لإيران في حال قررت إسرائيل و/أو أميركا ضربها عسكريا.

كما أن سقوط النظام السوري حرم إيران و"حزب الله" من ساحة تحرك رئيسة، خصوصا أنهما كانا يسعيان طيلة الفترة الماضية، لخلق أرضية اشتباك مع إسرائيل في الجنوب السوري، وهو ما اعتبرته إسرائيل أحد خطوطها الحمر الرئيسة، وقد كان موضع تفاهمات مع روسيا، إبان عهد النظام السابق.

ستكون إيران ملزمة بالرد بنفسها على أي تصعيد عسكري ضدها، والميليشيات الموالية لها في اليمن أو العراق، لن تقف مكتوفة الأيدي، لكن بطبيعة الحال لن تكون أيديها طليقة

إذن ساحتا لبنان وسوريا، هما خارج الخدمة بالنسبة لطهران، في أي مواجهة إقليمية من هذا النوع، خصوصا أنه من المستبعد أن يبادر "حزب الله" الذي يمتنع حتى الآن عن الرد على القصف الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد، داخل الأراضي اللبنانية إلى الرد على أي ضربة عسكرية، ضدّ إيران من قواعده في لبنان.

ولا ننسى أن إيران نفسها كانت تخضع- بحسب تقاطع المعلومات والتسريبات- التحكم بالصواريخ الاستراتيجية الدقيقة التي زودت "حزب الله" بها لإدارتها، وبحسب مصدر في الخارجية الفرنسية، فإن روسيا كانت قد أخطرت إيران خلال الحرب الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل بمحاذير تمادي الحزب، في إطلاق مثل هذه الصواريخ على الداخل الإسرائيلي.

ثم إن الساحة العراقية باتت محكومة بضوابط عدة، معضمها "ذاتي" أي بقرار من إيران، التي كانت قد أوعزت إلى الميليشيات التابعة لها هناك، بالامتناع عن استهداف "المصالح الأميركية" لكي لا تلقى مصير "حزب الله" في لبنان. لكن التصعيد الأخير، واحتمال استهداف إيران، يمكنهما أن يعدلا القرار الإيراني ذاك، وهو ما بدأت تكشفه التسريبات من العراق، إلا أن ذلك كله يبقى حتى الآن، في إطار التهويل بالنظر، إلى اختلال موازين القوى بين هذه الميليشيات، وبين إسرائيل التي لطالما هددتها بشكل مباشر قبل أميركا.

أ.ف.ب
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الذي قُتل عقب غارات إسرائيلية في الصباح الباكر على أهداف في إيران في 13 يونيو

أما الحوثيون، الذين امتنعوا عن استهداف السفن في البحر الأحمر بعد الاتفاق مع الأميركيين، فلن يخاطروا على الأرجح بإسقاط هذا الاتفاق، خصوصا بعد الضربات القاسية، التي تلقوها، ولاسيما في البنى التحتية الخاضعة لسيطرتهم، وبالتالي لا يتوقع أن يكونوا مستعدين أو قادرين، لتكثيف قصفهم للداخل الإسرائيلي في حال استهدفت إيران، أولا لتجنب انهيار اتفاقهم مع الأميركيين، وثانيا لتجنب ضربات قوية جديدة.

لذلك كله فإن إيران ستكون ملزمة بالرد بنفسها على الهجوم الإسرائيلي الأخير وهو ما بدأته فعلا، وهذا لا يعني أن الميليشيات الموالية لها في اليمن أو العراق، ستقف مكتوفة الأيدي بالضرورة، لكنها بطبيعة الحال لن تكون أيديها طليقة، خصوصا أن طهران لا تتحرك في بيئة استراتيجية مريحة، كما كان عليه الأمر قبل "طوفان الأقصى".

وهنا يكمن التهديد الفعلي للقواعد الأميركية في المنطقة، وخارج نقاط الاشتباك التقليدية بين واشنطن وطهران، وخصوصا في العراق، وهذا سيناريو خطير جدا، وغير مسبوق منذ حرب للخليج الأولى في العام 1990، فهل تفعلها إيران؟ وهل تتحمل تكلفة تصعيد كهذا؟

إنه في النهاية، احتمال بين احتمالات كثيرة تنتظر المنطقة في سياق المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب، والسؤال الأساسي الآن هو إلى أي حد ستبقى أميركا خارج هذه المواجهة، علما أنّ الهجوم الإسرائيلي الأخير أكد بما لا يقبل الشك أن الإغراء الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بعد شلّ أذرعها الإقليمية- أي باعتماد الخيار العسكري ضد إيران- بدأ يلقى صدى واسعا داخل إدارة ترمب حيث مكمن التأثير الرئيس في مجريات التصعيد المتفاقم في المنطقة!  

font change

مقالات ذات صلة