يُعد استدعاء مفهوم "بقاء الدولة" كذريعة للسياسات الأمنية أداة سياسية فعالة، ويتجلى ذلك بوضوح في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يوظف سردية "التهديد الوجودي" عند الحديث عن إيران.
يرى نتنياهو أن إيران، وطموحاتها النووية تحديدا، إلى جانب أنشطتها الإقليمية، تُشكّل خطرا وجوديا على استمرار إسرائيل.
بهذا الطرح، لا يُقدّم نتنياهو القضية بوصفها تهديدا سياسيا أو استراتيجيا تقليديا، بل يصعّدها إلى مستوى تهديد وجودي، ما يمنح شرعية لردود استثنائية، من بينها الحرب أو ما وصفه في خطاباته الأخيرة مرارا بـ"الضربة العسكرية الاستباقية".
تبدو هذه المقاربة، في جوهرها، استخداما سياسيا دقيقا للقانون الدولي، إذ يُقدّم نتنياهو للإسرائيليين سردية مبسطة ومخيفة، قائمة على خيارين لا ثالث لهما: إما تحرك فوري وحاسم ضد "التهديد الإيراني المتصوَّر"، وإما مواجهة الفناء الكامل كدولة.
قبل ساعات من كتابة هذا التحليل، أصدر نتنياهو بيانا جديدا في اليوم السادس من عملية "الأسد الصاعد"، تناول فيه السيطرة على الأجواء الإيرانية، وخطر السلاح النووي، والهجمات الصاروخية، وقوة صمود الشعب الإسرائيلي.