أخرجت الهجمات الإسرائيلية المثيرة على إيران في 13 يونيو/حزيران حرب الظل الطويلة بين البلدين إلى العلن، وهي الآن في طور التنفيذ الكامل، إذ باتت إيران وإسرائيل تستهدفان مناطق مدنية لدى الطرف الآخر. تمضي إسرائيل في هذه الحرب من دون أي تردد في قتل المدنيين الإيرانيين، تماما كما لم تُظهر في السابق أي اكتراث يُذكر في حروبها على غزة ولبنان. وتبدو طموحاتها في هذه الحرب متجاوزة لتدمير المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، بل تتجه نحو تغيير النظام في إيران.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تتدخل عسكريا حتى الآن، فإنها مرتبطة بالحرب ارتباطا لا يمكن فصله. فقد تزامنت الهجمات الإسرائيلية مع المحادثات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة. وكان من المقرر أن تُعقد الجولة السادسة منها في 15 يونيو في مسقط، لكن واشنطن تلاعبت بإيران وأعطت الضوء الأخضر للهجمات الإسرائيلية قبل انعقاد المفاوضات. ومع ما تتعرض له إيران من دمار واسع، يأمل ترمب أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات، مستسلمة فعليا لمطالبه وتوقّع اتفاقا. أما البديل، فقد يكون دخول الولايات المتحدة الحرب ضد إيران بشكل مباشر.