تبذل الحكومة السورية جهودا داخلية كي لا تتحول إلى ساحة يمتد إليها التصعيد الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ فجر يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، وذلك بعد أن شنّت إسرائيل هجوما ضخما على إيران ضمن إطار عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، والتي أسفرت عن مقتل أبرز القادة العسكريين في الجيش الإيراني بالإضافة إلى عدد من العلماء الإيرانيين المرتبطين بالمشروع النووي الإيراني، فضلا عن تدمير أصول إيرانية نووية.
إيران استخدمت عبر السنوات الماضية وكلاء لها في سوريا والعراق لاستهداف الأصول الأميركية، ردا على أي استهداف لمصالحها، فقد تعرضت القواعد الأميركية لعشرات الضربات في سوريا والعراق، فضلا عن استهدافات انطلقت من الجنوب السور ١ي نحو الجانب الإسرائيلي في تماشٍ واضح لخط السياسة الإيرانية في إدارة الصراع مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي في المنطقة.
"جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" (أولي البأس) قالت في بيان لها إن "العدو الذي اغتال قادة في دمشق، وبغداد، وبيروت، واليوم في طهران، هو ذاته الذي يشنّ حربا ناعمة وخشنة على شعوب الأمة كلها"، وأضافت أنه من "واجبنا جميعا أن نواجهه بوحدة الصف، وتصعيد الجبهة، وتكثيف الضربات"، داعية كل "الأحرار في الأمة، من فصائل وجماعات، من إعلاميين ومفكرين، من علماء ومجاهدين" إلى "مقاومة تقلب الموازين".
"أولي البأس" تبنّت الهجوم الذي استهدف الجانب الإسرائيلي انطلاقا من الجنوب السوري مطلع الشهر الجاري، وهدّدت قبل يوم من الهجمة الإسرائيلية على طهران، يوم الخميس 12 يونيو، بأن الهجمات ستستمر وأن الصواريخ التي أطلقت هي "جرس إنذار وتحدٍّ أوّلي، وسيرى العدو في الميدان ما يجعله يتألّم ويتراجع". وأضافت الجبهة أن "الثأر قادم، والمقاومة المشروعة ستُواصل ضرباتها حتى تحرير آخر ذرّة ترابٍ من أرضنا المغتصبة".