حظي مضيق هرمز، الممر المائي الذي يقع بين شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس (الآن بين الامارات وسلطنة عمان وإيران) بتاريخ ممتد منذ أزل بعيد. ودارت حوله أحداث تركت آثارها على مسيرة التجارة في هذه المنطقة من العالم، منها معركة مهمة في هذا المضيق بين اسطول عثماني واسطول برتغالي في أغسطس/آب من عام 1553، وقد تمكن البرتغاليون من هزيمة الأتراك والتحكم بالمضيق إلى حين.
ويتساءل البعض عن تسمية المضيق بهرمز، ويذكر المؤرخون أن العرب أقاموا مملكة هرمز في القرن العاشر الميلادي على السواحل الشرقية من الخليج، أي من الجانب الفارسي، واشتهرت بالتجارة وعملت على تربية الخيول وتصديرها إلى الهند. وربما كانت لهذه المملكة وتجارتها وطبيعة البشر فيها تأثيرات قيمة على تعزيز التجارة بين مدن السواحل الغربية من الخليج مع الهند وشرق أفريقيا. كانت السفن الشراعية تبحر إلى الهند وسواحل أفريقيا محملة الخيول وغيرها من الصادرات، وتعود محملة التوابل والأحجار الكريمة والأقمشة والذهب والعاج. أصبحت هرمز مركزا لتجميع السلع في جنوب الخليج، وقد تحكم البرتغاليون بها منذ عام 1514 قبل أن يتمكن الصفويون، الفرس، من طردهم واحتلالها في عام 1622 بعد أن تحالفوا مع الانكليز.
هرمز في العصر الحديث
لا يزيد عرض هذا المضيق على 50 كيلومترا، يمر من خلاله ما يقارب 20 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط، إذ تصدر السعودية نحو 88 في المئة من صادراتها النفطية من خلاله، والعراق 98 في المئة، والامارات نحو نصف صادراتها منه، وكذلك صادرات النفط الكلية للكويت وقطر وإيران. أما عرض ممر الدخول والخروج في المضيق فلا يزيد على 10.5 كيلو مترات، وهو يتعامل مع 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا.