ينتمي مسلسل "طهران" (Tehran) إلى فئة الدراما التجسسية، وقد أنتجته هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11" بشكل مشترك مع منصة Apple TV+ وامتد إلى ثلاثة مواسم، وعُرضت حلقته الأخيرة في 27 يناير/ كانون الثاني من العام 2025 على شبكة "كان 11". أخرج المسلسل دانييل سيركين، وكتبه موشي زوندر، الذي سبق أن كان كاتبا رئيسا في مسلسل "فوضى"، وعمري شنهر، ودانا عدن التي قامت أيضا بمهمات إخراجية.
يعالج المسلسل قصة عميلة الموساد ذات الأصول الإيرانية تمار رابينيان (تؤدي دورها الممثلة الإسرائيلية نيف سلطان)، التي تُرسل إلى طهران في مهمة تهدف إلى اختراق شركة الكهرباء وإخراج الدفاعات الجوية الإيرانية من العمل تمهيدا لضربة إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية. لا تنجح المهمة مباشرة، وتضطر تمار إلى التخفي داخل المجتمع الإيراني والهرب من ملاحقة ضابط الحرس الثوري الإيراني فراز كمال علي (يؤدي دوره شون تووب)، الذي يظهر في هيئة متعصبة وصارمة وعنيدة، تخترقها علاقته بزوجته ناهيد (تؤدي دورها شلا أومي).
يؤدي الممثل البريطاني-الإيراني شرفين ألينابي (Shervin Alenabi) دور ميلاد، الناشط الإيراني الذي يساعد تمار ويقع في حبها قبل أن يُقتل في الموسم الثاني، الذي يكشف عن شخصية المحللة النفسية مرجان منتظري (تؤدي دورها الممثلة العالمية غلين كلوز) التي تعلمت الفارسية من أجل هذا الدور. ويستعرض الموسم الثالث شبكة أزمات تطول علاقة الموساد بعملائه وبخلافات داخلية في وجهات النظر وطرق العمل، مما يستدعي ظهور شخصية "البومة"، وهو الشخص الموكل بتنفيذ عمليات التصفية الداخلية في أوساط الموساد (يؤدي دوره الممثل شلومي إلون). وتظهر كذلك شخصية إريك بيترسون (هيو لوري)، المفتش الدولي النووي الذي يعمل مع الموساد.
نال المسلسل تقييما نقديا مرتفعا. موسمه الأول نال نسبة 94% في موقع Rotten Tomatoes، والثاني 83%. كما حصل على جائزة آيني الدولية لأفضل مسلسل درامي عام 2021، ليصبح أول مسلسل إسرائيلي يحصل على هذا التكريم. كما رشح لجوائز النقاد الأميركية لأفضل مسلسل أجنبي في عام 2023.
الكاتب الأميركي توماس فريدمان، في مقال له في "نيويورك تايمز" نشره خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وصف هذا المسلسل بأنه "نافذة لفهم كيفية عمل الموساد"، كما عبرت جهات عديدة بشكل غير رسمي عن تقديرها العالي للمسلسل من ناحية تقديمه صورة دقيقة لآليات الصراع بين إيران وإسرائيل. لكن قراءات أخرى انتقدته بشدة، معتبرة إياه "بروباغندا صهيونية سخيفة"، كما نبه المؤرخ الإيراني-الإسرائيلي ليور ب. ستيرنفِلد في مقال على Orient XXI إلى أن المسلسل يُغيب الواقع الاجتماعي والثقافي المعقد في إيران، ويصور طهران مجرد ساحة خاضعة للحرس الثوري، متجاهلا التعددية والاحتجاجات والحياة اليومية.
الهذيان الرقمي
التفوق التكنولوجي الإسرائيلي لا يُنكر، لكنه لا يعكس فانتازيا السهولة الفائقة التي يُصور بها المسلسل قدرة عميلة الموساد الخبيرة التكنولوجية على اختراق المنظومات الإيرانية، بحيث تصل إلى داخل شركة الكهرباء وتنسج عبر التلاعب التكنولوجي والمهارات الشخصية علاقات مع كبار الشخصيات في النظام وتنجو من التحقق الأمني، الى درجة أنها تستطيع الدخول إلى منزل قائد الحرس الثوري بعد نجاحها في الإيقاع بابنه الذي درس في أميركا ويعبر عن غرامه بها وتنجح في اغتياله.