في أعقاب الهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية يوم 22 يونيو/حزيران ووقف الحرب بعد 12 يوما برز سؤال ملحّ: كيف سترد طهران؟
غير أن السؤال الأهم الذي يواجه طهران اليوم يتعلق بمستقبلها الاستراتيجي: هل تمضي في خيار المواجهة الطويلة مع الولايات المتحدة، رغم ما قد يترتب عليه من توترات مع دول الجوار التي تحتضن قواعد أميركية؟ أم تختار مسارا مغايرا، وتسعى إلى اتفاق تاريخي مع واشنطن قد يُنهي حالة التصعيد ويضع حدا للحرب المشتعلة؟
من الطبيعي أن يكون هناك هامش لمسارات وسطى. فقد أثبتت التجربة السياسية لـ"الجمهورية الإسلامية" قدرتها على الجمع بين الشعارات المعادية، كالهتاف بـ"الموت لأميركا"، وبين التعاون العملي مع واشنطن عند الضرورة. وربما ينجح النظام الإيراني مجددا في تفادي مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مستمرا في تبني خطاب مناهض للغرب بينما يداوي جراحه. إلا أن الحفاظ على هذا التوازن المزدوج بات أكثر صعوبة، خصوصا في ظل وجود دونالد ترمب، المعروف بقلة صبره، والذي يبدو مستعدا لإحياء خيار لطالما استبعده: سياسة تغيير النظام.