بعد حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران التي انتهت باستهداف أميركي عسكري مباشر للمواقع النووية الإيرانية، وتوقف الحرب والعودة إلى التفاوض الأميركي الإيراني، تكبدت إسرائيل خسائر اقتصادية كبيرة ومتنوعة. وهذه الخسائر تتراكم منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة والتي لم تتوقف بعد، ومن ثم اندلاع الحرب الإسرائيلية على "حزب الله"، مرورا باستهدافات إسرائيل لـ"الحوثيين" في اليمن. ولا تزال إسرائيل تهدد خصومها في أنحاء عدة في الشرق الأوسط، ليس آخرها قصف مواقع رسمية سورية في دمشق. وبالتالي، تستمر الخسائر الإسرائيلية الاقتصادية طالما ثمة حروب يمكن أن تلجأ إليها.
واحد وعشرون شهرا من الحروب المباشرة شنتها إسرائيل في المنطقة لكسر النفوذ الإيراني، نجحت بها الى حد بعيد، لكن التكلفة الاقتصادية لحرب طويلة من هذا النوع فادحة على الدولة العبرية. إنها حرب غير سهلة لأن هدفها إنهاء امتدادات إيران الإقليمية سياسيا واقتصاديا وماليا، و"تغيير الشرق الأوسط"، كما يقول مرارا وتكرارا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إنه تغيير اقتصادي ومالي أيضا وليس فقط سياسيا وأمنيا، إنما تكلفته مرتفعة نظرا إلى تجذر إيران ووكلائها في المنطقة منذ عقود من الزمن، وبنائها شبكات سياسية وأمنية، وصولا إلى الشبكات الاقتصادية والمالية الموازية لاقتصادات الدول التي ينشط فيها حلفاؤها. هذا فضلاً عن تحطيم القدرات الاقتصادية الشرعية لهذه الدول، مما أدى إلى إدراجها تحت أسوأ بنود اللوائح السوداء في التقييمات الدولية المالية والاقتصادية.
خسائر وتكاليف عسكرية متنوعة
يكلف نظام "مقلاع داوود" المخصص لإسقاط الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل والذي طورته مع الولايات المتحدة، نحو 700 ألف دولار في كل مرة يجري فيها تنشيطه، بافتراض أنه يستخدم صاروخين اعتراضيين في كل طلقة. وهذا كحد أدنى، بحسب يهوستوا كاليسكي، الباحث الأول في "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب. وهو قال إن نظام "أرو 3" الذي يحمي أيضا من الصواريخ البالستية البعيدة المدى يكلف نحو 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، أما النسخة الأقدم من "أرو 3" – أي "أرو 2" – فتكلف ثلاثة ملايين دولار لكل اعتراض.