غزة: على شاطئ غزة، حيث يختلط صوت الموج بصفير الطائرات، ويمتزج رمل البحر بتراب المقابر الجماعية، مُد بساط أحمر، لا ليخطو عليه رئيس دولة أو نجم سينما، بل ليمشي فوقه حمار، ومن حوله يصفق حشد من الناس.
هكذا، بحركة فنية أشبه بالكوميديا السوداء منها بالاحتفال، أقام فنانون فلسطينيون فعالية تكريم للحمار، ذاك الرفيق الذي شاركهم رحلة النزوح والجوع والموت.
هدف تصوير الفعالية وسط حشد شعبي، ومن الفنانين والمثقفين، استغلالها في صناعة فيلم وثائقي بعنوان "حمار السابع من أكتوبر"، الذي يهتم بتكريم الحمار في غزة خلال حرب الإبادة. هذه الفعالية أتت بالتزامن مع تسليط الإعلام الإسرائيلي الضوء على قيام الجيش بسحب عدد من الحمير من غزة خلال الحرب، ونقلها إلى جمعيات إسرائيلية، بهدف "حماية الحيوان".
تركز السردية على ادعاءات تفيد باهتمام إسرائيل بنقل تلك الحمير بهدف حمايتها من الحرب، ومعالجتها من الأمراض وسوء التغذية والأمراض النفسية التي حلت بها خلال الحرب، وكذلك بسبب مزاعم عن "سوء معاملة" الغزيين لها، وإجهادها بشكل مستمر.