بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود، ها أنا أعود لأكتب عن الاقتصاد السعودي، وكنت قد كتبت في كتب منشورة عنه ومقالات متخصصة في الصحف السعودية، في الفترة الزمنية التي كنت أعمل فيها باحثا اقتصاديا متعاقدا لدى وزارة البترول والثروة المعدنية (1979 إلى نهاية 1988)، وقد بحثت في كتبي ومقالاتي عن الاقتصاد السعودي في ظل الطفرة النفطية التي حدثت بعد عام 1974، وعن مرحلة بناء التجهيزات الأساسية للاقتصاد السعودي ومناقشة الخطط الخمسية الثلاث (1970-1985)، بالإضافة الى كتب وضعتها لصالح "دار المالك" لصاحبها خالد المالك الذي كان رئيسا لتحرير صحيفة "الجزيرة"، عن ثلاثة قطاعات أساسية وهي:
- المواصلات وأهميتها في التنمية الاقتصادية.
- الموانئ السعودية ودورها في الإسراع بالتنمية.
- الكهرباء في السعودية وأهميتها كمحرك للنشاط الاقتصادي (ولم يوضع اسمي عليها).
كتبتها، طبعا بالتعاون مع مسؤولين في هذه القطاعات المهمة، فضلا عن عشرات المقالات المتخصصة في قطاعات الاقتصاد الوطني السعودي نشرت في جريدة "الرياض" لست سنوات ثم في جريدة "الجزيرة" لثلاث سنوات أخرى، وجريدة "اليوم" ومجلة "الجيل" التي كانت تصدر عن رعاية الشباب في ما يخص الجانب الاقتصادي.
أتذكر رؤساء التحرير ومديري التحرير والمسؤولين عن الاقتصاد في هذه الصحف والمجلات، وقد ساهمتُ مع الكثير من الكتّاب السعوديين في مناقشة التطورات المهمة والانتقال السريع نحو الأبنية الاقتصادية، العمرانية، والصناعية، والبنية التحتية، والمرافق العامة، وكنت شاهدا على كل ما تحقق داخل مدينة الرياض التي كان أميرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والكوادر المتقدمة التي نهضت بهذه المدينة العريقة، والتوسعات فيها، وكذلك في سائر المدن السعودية من مكة والمدينة وجدة والطائف والدمام والخُبر وعسير ونجران وجيزان ومدن القصيم وبيشة ووادي الدواسر، ومدن الشمال حائل وتبوك ورفحة وحفر الباطن والمجمعة... إلخ.
من التوسع الأفقي الى العمودي
في هذه المرحلة تم التوسع الأفقي الذي شمل كل مجالات الاقتصاد السعودي، وانشئت مصانع الجبيل وينبع والصناعات العملاقة، لإنتاج الأسمدة والبتروكيميائيات، وكانت "سابك" العملاقة تقيم هذه المصانع وتديرها، إضافة إلى إقامة المصافي العملاقة في الرياض، ورابغ، وينبع، وفي المنطقة الشرقية، والطرق والأوتوسترادات المهمة في أنحاء المملكة، والبنى التحتية للاقتصاد الوطني.