في اللعبة الكبرى الجارية في جنوب القوقاز، برز مشروع جديد يجمع بين السياسة والاقتصاد والأمن. ففي حفل أقيم في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن يوم الجمعة، 8 أغسطس/آب، وقع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان إعلانًا للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين البلدين، بحضور الرئيس ترمب الذي وقع الوثيقة بصفته راعيًا للاتفاق.
يتألف الإعلان من سبعة بنود أساسية تشمل احترام الحدود، وإنهاء النزاع الإقليمي، ونبذ استخدام القوة. كما اتفق الطرفان على عدد من الوثائق الأخرى ووقعا عليها، بينها طلب مشترك إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإغلاق مجموعة مينسك التابعة للمنظمة. ووقع وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان بالأحرف الأولى على مسودة "اتفاقية إرساء السلام والعلاقات بين الدول"، التي أُنجز نصها النهائي، بينما تنتظر باكو من يريفان إدخال تعديلات دستورية تنهي المطالبات الإقليمية قبل التوقيع والتصديق النهائي.
وشمل الاتفاق أيضًا إقامة منطقة عبور خالية من العوائق تربط الجزء الرئيس من أذربيجان بجيب نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، تُعرف باسم "ممر زنغزور". وتعهدت أرمينيا بالعمل مع الولايات المتحدة وجهات خارجية أخرى متفق عليها لوضع إطار لما سُمّي "طريق ترمب للسلام والازدهار الدوليين". ورغم أن اجتماع واشنطن يُعد إنجازًا مهمًا، فإن تفاصيل عدة ما زالت بحاجة إلى اتفاق واضح وتوضيح أكبر.
يعود الصراع بين الأذربيجانيين والأرمن إلى بدايات القرن العشرين، حين كانت الدولتان تحت الاحتلال ثم جزءًا من الاتحاد السوفياتي حتى انهياره عام 1990، حيث نالتا استقلالهما. ومنذ ذلك الحين، اندلعت بينهما حروب بسبب نزاعات تاريخية ومطالبات إقليمية، إذ احتل الأرمن، بدعم خارجي كبير خصوصًا من روسيا، إقليم قره باغ ومناطق أذربيجانية أخرى.