تجتهد الحكومة المصرية لتوطين صناعة السيارات، مدفوعة برغبة في مواجهة التقلبات التي شهدها الاقتصاد المحلي بعد أزمات ارتفاع سعر صرف الدولار، وتاليا أسعار السيارات المستوردة، وتراجع القدرة الشرائية. ففي خلال ثلاث سنوات فقط، قفز سعر الدولار من 15 جنيها إلى 70 جنيها، قبل أن يتراجع إلى نحو 49.50 جنيها، مما أدى إلى تضاعف أسعار السيارات ثلاث مرات، وانكماش مبيعات المستوردة منها.
في المقابل، بدأت مصر في استقطاب علامات تجارية عالمية، خصوصا الصينية، التي رأت في السوق المصرية نقطة انطلاق نحو القارة الأفريقية والشرق الأوسط. وتستعد سبع علامات سيارات صينية لبدء الإنتاج المحلي خلال عامي 2025 و2026، من بينها "إم جي"، و"جيتور"، و"جي إيه سي"، و"شانغان"، و"هافال"، و"بايك"، إضافة إلى "جيلي" التي بدأت الإنتاج فعليا في يناير/كانون الثاني 2025.
تترافق هذه التحركات مع حوافز ضريبية سخية، وسياسات تشجيعية، أبرزها استراتيجيا صناعة السيارات الوطنية، التي تهدف إلى زيادة المكوّن المحلي، وتحسين البيئة التشريعية، وتوفير التمويل، وتشجيع التصدير، مع التركيز على قطاع السيارات الكهربائية كأحد المحاور المستقبلية.
الطموحات الكبيرة تصطدم بالواقع الصعب
على الرغم من هذه المبادرات، لا تزال الصناعة تفتقر إلى أساسيات التحول إلى مركز تصدير إقليمي. فبحسب الخبير في صناعة السيارات محمد شتا، فإن المصانع القائمة في مصر لا تتجاوز طاقتها الإنتاجية السنوية حاجز الخمسة آلاف سيارة، باستثناء شركات "نيسان"، و"غبور"، و"شيفروليه" التي تنتج ما يقارب 10 آلاف سيارة سنويا. ومعظم الإنتاج موجه للسوق المحلية، من دون وجود صادرات حقيقية أو منتظمة للأسواق الخارجية.