بعد تسعة أشهر من التحولات الكبرى، التي شهدتها سوريا بسقوط نظام الأسد، وتبدل المشهد السياسي في لبنان، خرج الرئيس السوري أحمد الشرع للمرة الأولى ليتحدث عن العلاقة مع بيروت، إذ أكد أمام وفد إعلامي عربي، أن دمشق تريد بدء صفحة جديدة مع لبنان، ولا تريد التحكم فيها، مشيرا إلى أن سوريا الجديدة، تنازلت عن الجرح الذي سببته اعتداءات "حزب الله" عليها.
كلام الشرع الذي عكس استعدادا مبدئيا للانفتاح، يؤكد أن العلاقة بين البلدين تقف أمام مرحلة جديدة بعد عقود من التعقيدات الشائكة، إلا أن هذه المرحلة يحكمها إرث ثقيل من الأزمات والتوترات، متخمة بملفات عالقة، تمس جوهر السيادة والاستقرار في كلا البلدين، أبرزها ملف ترسيم الحدود، وضبط المعابر غير الشرعية، وملف النازحين السوريين، وملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، والمعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسرا في سجون نظام الأسد، وغيرها من القضايا الشائكة. فهل يمكن للعلاقة بين البلدين أن تبنى على أسس ندية، في ظل إرث طويل من الأزمات والتدخلات؟