استغلت الهند مشاركة رئيس وزرائها ناريندرا مودي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة، التي عُقدت في الصين، لإرسال رسائل حول قوتها الدبلوماسية إلى الولايات المتحدة. وقد حظيت تفاعلات مودي مع قادة المنظمة، بما في ذلك اجتماعه الثنائي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بمتابعة دقيقة، تحسّبا لأي تحرّكات هندية تهدف إلى تجاوز الصدمة الوطنية التي خلفها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة خمسين في المئة على السلع الهندية. وبما أن القمة متعددة الأطراف في مدينة تيانجين كانت مُقررة منذ فترة طويلة، أي قبل فرض تلك الرسوم، فلا توجد علاقة مباشرة بين اجتماعات مودي في الصين والتحسن الأخير في العلاقات الصينية-الهندية، التي شهدت تدهورا حادا عقب الاشتباك العسكري بين البلدين في وادي نهر غالوان بمنطقة لاداخ عام 2020.
استقرت العلاقات بين البلدين اليوم إلى درجة تتيح للهند استثمار هذا الاستقرار في إيصال رسالة غير مباشرة إلى واشنطن، مفادها أنها لن ترضخ للضغوط الأميركية المتعلقة بالشروط التجارية. ومن خلال مشاركته في قمة شنغهاي، حرص مودي على تأكيد أن الهند ليست معزولة دوليا، بل تحظى بدعم من حلفاء نافذين. وبما أن ربع الرسوم الأميركية فُرض كعقوبة على شراء شركات هندية كميات كبيرة من النفط الخام الروسي، فقد عمد مودي إلى إرسال إشارات رمزية محسوبة، تلقى اهتماما كبيرا في الأوساط الأميركية.
حيث استقل مودي سيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليتوجها معا إلى اجتماعهما الثنائي على هامش القمة. وبحسب ما أفادت به التقارير، أجرى الزعيمان محادثة استمرت نحو خمس وأربعين دقيقة داخل السيارة قبل بدء اللقاء الرسمي. ومن المقرر أن يزور بوتين الهند في ديسمبر/كانون الأول المقبل للمشاركة في القمة السنوية الروسية-الهندية. وفي ما يتعلق بالشراكة مع موسكو، توجّه الهند رسالة واضحة تؤكد من خلالها أن قراراتها مبنية على رؤيتها الخاصة لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بعيدة المدى، وليست استجابة لإملاءات أميركية.