مشهدية "قمة تيانجين" ورسائل الثقل الاقتصادي

مشهدية "قمة تيانجين" ورسائل الثقل الاقتصادي

أرسلت قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة في تيانجين، التي حضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إشارات إلى إعادة توازن دقيقة في ديناميكيات القوى العالمية. وقد عزز ظهور القادة الثلاثة معا احتمال قيام كتلة منافسة تتحدى هيمنة الولايات المتحدة.

وفقا لتقديرات عام 2025، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي المجمع للصين وروسيا والهند 25,5 تريليون دولار، وهو أقل من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي البالغ 30,5 تريليون دولار، لكنه كبير بما يكفي للإشارة إلى ثقله في الاقتصاد العالمي.

ويبرز الإنفاق العسكري عدم التكافؤ. تتجاوز موازنة الدفاع الأميركية البالغة 831,5 مليار دولار الموازنة الإجمالية لمنافسيها الثلاثة والبالغة 585 مليار دولار، وتعزز شبكة تحالفات واشنطن هذا التفوق. أما في مجال الابتكار، فإن إنفاق أميركا البالغ 940 مليار دولار على البحث والتطوير، يوازي نحو ضعف إنفاق الدول الثلاث البالغ 600 مليار دولار، مما يحافظ على ريادتها في التقنيات المتقدمة.

أما في الموارد الطبيعية، فتهيمن الصين على سلاسل توريد المعادن النادرة، إذ تمثل نحو 70 في المئة من الانتاج العالمي، مما يبرز اعتماد الولايات المتحدة على الصادرات من تلك المعادن الاستراتيجية.

لا شك أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر المؤشرات من حيث النفوذ المتعدد الأقطاب، والتحالفات، والمرونة، على الرغم من أن الصين تعمل على تضييق الفجوة في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي. وتُضعف التصدعات الهيكلية، ولا سيما الاستقلال الاستراتيجي للهند، والتوترات الحدودية الصينية الهندية، وغياب التحالفات العسكرية الملزمة، القوة الرمزية لأي تحالف ثلاثي.

font change