خطف الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأضواء في أول ظهور عالمي مشترك مع قادة أكثر من 20 دولة في بكين. وفي أضحم استعراض عسكري تنظمه الصين بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على اليابان، حظي الزعيم الشاب بمقعد على يسار الزعيم الصيني شي جين بينغ الذي منح المقعد على يمينه لشريكه الروسي فلاديمير بوتين في جهود إعادة تشكيل النظام العالمي.
وعلى خطى جده المؤسس كيم إيل سونغ، وبعد 66 عاما، عاد الحفيد إلى بيونغ يانغ بعد ثلاثة أيام حافلة في بكين متسلحا بدعم الصين وروسيا، في لحظة تاريخية فارقة تعيد التذكير بأجواء بدايات الحرب الباردة في مطلع الخمسينات. وفي حين شكلت الحرب الكورية 1950-1953 فاتحة الصراعات المسلحة بين الغرب والكتلة الشرقية ضمن الحرب الباردة التي انتهت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن الحرب الروسية على أوكرانيا أعلنت فتح حقبة جديدة من المواجهة مع الغرب تعتمد نتائجها على نحو ما على مواقف الصين وكوريا الشمالية.
وفيما حصل كيم الجد، في عام 1959، على تعهد من الزعيم الصيني ماو تسي تونغ والسوفياتي نيكيتا خورتشوف بالدفاع عن دولة كوريا الديمقراطية في مواجهة جارتها الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة، كشفت زيارة كيم جونغ أون عن الأهمية المتزايدة لكوريا الشمالية ضمن مخططات الزعيمين الصيني والروسي لكسر الهيمنة الأميركية، وبناء عالم متعدد الأقطاب. وترافق كسر العزلة الدولية للرئيس كيم جونغ أون مع إظهار وجه جديد للعالم يختلف عن صورة الرجال الصارمين ضمن سلالة كيم الحاكمة لكوريا الشمالية منذ إنشائها، ففي أول إطلاله على العالم أثيرت تكهنات حول سر اصطحاب "الابنة الحبيبة" جو آي المرجح أنها لا تتجاوز 13 عاما، إلى الصين في أول محطة عالمية لها، في شرف لم يحظ به أبوها أو جدها سابقا في زيارات السلالة النادرة إلى روسيا والصين، وخروجها من القطار بعد أبيها متقدمة على عمتها.