كان بارزا مشهد رفع الأيدي الذي جمع رؤساء ثلاث دول كبرى ومؤثرة، الصين وروسيا والهند، في قمة شنغهاي، في إطار "منظمة شنغهاي للتعاون الذي تواصل على مدى يومين في مدينة تينجاي الصينية وضم أكثر من عشرين بلدا تقع كلها خارج المنظمة الغربية.
بوصفها منظمة تعاون إقليمي، آسيوي-أوروبي شرقي، في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية وتقع كل دولها خارج المنظومة الغربية، كان الخطاب المناهض للغرب بزعامة الولايات المتحدة السمة الأبرز في هذه القمة التي حضرها زعماء 23 بلدا (عشرة من الدول الأعضاء و13 دولة بصفة مراقب وضيف مدعو). تصدرت الصين هذا الخطاب عبر الكلمة الافتتاحية لرئيسها شي جين بينغ الذي أكد على أهمية رفض أن "تفرض دول قليلة أنظمتها الداخلية على غيرها" من الدول الأخرى. كان عنوان هذا الرفض هو الدعوة الصينية المألوفة بخصوص نظام دولي جديد خال من الزعامة أو التفوق الغربي: "ينبغي أن نتبنى عالما متساويا ونظاميا ومتعددَ الأقطاب، وعولمة اقتصادية نافعة ومفتوحة للجميع وأن نجعل نظام الحوكمة العالمي أكثر عدلا ومساواة". دون الإشارة إلى أميركا بالاسم، كان تحدي بينغ لها واضحا عبر تعهده بمواجهة "نزعة الهيمنة" و"عقلية الحرب الباردة" و"ممارسات التنمر"، في استعارة لعبارات تتكرر كثيرا في الخطاب السياسي الصيني العام المناهض للولايات المتحدة.
وجد هذا الخطاب الصيني دعما روسياً أكثر صراحة وتحديا للغرب عبر دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه إلى تبني نظام جديد يستبدل "النماذج الأوروبية-الأطلسية التي عفى عليها الزمن والقائمة على المركزية الأوروبية، ويأخذ بنظر الاعتبار مصالح أكبر عدد ممكن من الدول وأن يكون متوازنا على نحو حقيقي، وأن لا يسمح بمحاولات بعض الدول ضمان أمنها على حساب الآخرين".