شهدت العملات المشفرة خلال العقد الماضي توسعا ضخما على مستوى العالم، ولم تكن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استثناء في هذا الإطار. غير أن ردود فعل الحكومات على طفرة الأصول الرقمية وتطورها تباينت في شكل كبير من بلد إلى آخر، سواء داخل المنطقة أو خارجها، مع تغيّر مواقف بعض السلطات بمرور الوقت.
سعت بعض الدول إلى استثمار ميزة "الدولة السباقة"، مثل سنغافورة، التي قررت هذه السنة فرض تنظيمات أكثر صرامة على سوق العملات المشفرة والتضييق على البورصات المعنية غير المرخص لها. وعلى النقيض، اتجهت الولايات المتحدة، خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترمب، المعروف بتأييده للعملات المشفرة والذي يدفع بوضوح إلى تعزيز القطاع، نحو تبنٍّ أكبر للثروات الرقمية. في المقابل، بقيت دول أخرى على موقف الرفض، مثل الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، التي فرضت قيودا على تداول العملات المشفرة وعمليات تعدينها.
تنظيم أسواق العملات المشفرة
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كرست دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها كأكبر مركز للعملات المشفرة، تليها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. أما جمهورية مصر العربية، صاحبة أكبر تعداد سكاني في المنطقة، فكانت سوقا واعدة قبل تجريم قوانينها الأنشطة المرتبطة بالعملات المشفرة.