بعدما روى في الحلقة الأولى تفاصيل التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا، يروي العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الأمن الداخلي في ريف دمشق، لـ"المجلة" تفاصيل تطورات الوضع الميداني في السويداء والمفاوضات التي قادها بنفسه في هذه المحافظة ذات الغالبية الدرزية، وقال إنه بعد مفاوضات واتفاقات "دخلنا بشكل رسمي من مكان متفق عليه وبعد إعلام الجميع، وفورا تعرضت قواتنا للضرب".
جرى هذا الحوار في دمشق في 28 أغسطس/آب عندما كان يشغل منصب مسؤول الأمن في السويداء بعد محافظ القنيطرة، وتنشره "المجلة" في ثلاث حلقات،وهنا الحلقة الثانية:
* نعود للموضوع الأساسي، السويداء. وكما هو معروف فإن لديك بالفعل ملفين صعبين: ملف القنيطرة الذي تحدثنا عنه، وملف السويداء الذي يبدو حقيقة أكثر حساسية. هل لك أن تخبرنا ماذا حصل في السويداء منتصف يوليو/تموز؟ ماذا حصل؟
- حتى نفهم الذي حصل علينا أن نقدم سردية معينة لها علاقة بقصة السويداء وأود أن أخرج قليلا من الموضوع للتأسيس لأرضية من المهم أن يسمعها الناس ويفهموها. الهاجس الكبير لدى الناس أن هذه الحكومة الجديدة لديها سياسة ممنهجة تستهدف الأقليات أو تستهدف المكونات الاجتماعية والإثنية بالمجتمع السوري. ما أود قوله إن هذا الأمر زرعه النظام البائد على مدى ستين سنة. مرة ثانية بسبب عقليته الأمنية لكي يضمن السيطرة على المجتمع السوري فقد فجر فيه كل العوامل التي كانت تشكل إثراء ثقافيا وحضاريا ونموذجا للتعايش بين المكونات المختلفة ليجعلها ألغاما تمزق هذا المجتمع حتى تسهل عليه إدارته والسيطرة عليه. ونحن حتى في "معركة التحرير" والتخطيط لها، وليس التخطيط القريب بل التخطيط البعيد أقصد من زمن كان هذا بالنسبة لنا تحديا كبيرا، إذ كنا مدركين أنه حتى نستطيع تحرير سوريا يجب أن نشكل منظومة حكم ونظام حكم بديلا عن حالة الأسد. وكانت هناك انطباعات مختلطة علينا كثيرة لها علاقة بأننا غير قابلين للتعايش وتقبل الآخرين، والنظام كان يعزز هذه الهواجس عند كل شرائح المجتمع السوري ويحاول أن يلعب عليها. وطبعا بطريقة أو بأخرى هناك شواهد لقصص يمكن له أن يبني عليها روايات من سلوك الأربعة عشر سنة التي مرت بالثورة.