في 17 فبراير/شباط 1945، اجتمع الرئيس السوري شكري القوتلي برئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في مصر– بترتيب من الملك عبد العزيز آل سعود والملك فاروق– وطلب إليه أن تكون سوريا عضوا مؤسسا في منظمة "الأمم المتحدة" التي كانت ستولد بعد أشهر في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية. كانت سوريا يومها تحت الاحتلال الفرنسي، وبذلك لم تكن عضوا في "عصبة الأمم" التي سبقت "الأمم المتحدة"، والتي صادقت على الانتداب الفرنسي على سوريا في مطلع العشرينات. سمع القوتلي من تشرشل أن شرط الانضمام هو إعلان الحرب على دول المحور، وهو ما قام به الرئيس السوري في 27 فبراير 1945، مقابل دعوة سوريا للمشاركة في مؤتمر سان فرانسيسكو.
تلقت الحكومة السورية دعوة رسمية، وعين القوتلي رئيس الحكومة فارس الخوري مندوبا عنه إلى هذه المناسبة، وهو خريج الجامعة الأميركية في بيروت وأحد الآباء المؤسسين للدولة السورية الحديثة. وقد اختار الخوري أعضاء الوفد بعناية، وجميعهم كانوا من خريجي الجامعة الأميركية مثله: الدكتور فريد زين الدين والدكتور قسطنطين زريق، ووزير سوريا المفوض في واشنطن، الدكتور ناظم القدسي. في مذكراته، يقول الخوري إن أسعد يوم في حياته كان عند توقيعه على ميثاق الأمم المتحدة، نظرا للآمال الكبيرة التي عقدت على هذه المنظمة الدولية لرفع صوت الدول المستضعفة والمطالبة بحقها في الاستقلال والسيادة. اجتمع الخوري بالرئيس الأميركي هاري ترومان الذي ألقى كلمة الافتتاح، وبالإضافة إلى التوقيع على الميثاق والمساهمة في وضعه (كان فريد زين الدين عضوا في لجنة الصياغة)، أصبح فارس الخوري عضوا في اللجنة القانونية التي أقرّت علم الأمم المتحدة الأزرق، وكانت مؤلفة من السير هارتلي شوكروس (بريطانيا)، ووليد (وحيد) رفعت (مصر)، معاون الأمين العام للشؤون القانونية إيفان كيرنو، ومساعد الأمين العام أندرو كورديه.